المقاومة من اجل الحرية ...الشعب الفلسطيني... عنوانها ورمزها ؟
الحرية فطرة تولد مع الإنسان وتنمو مع نموه وكذلك رفض الظلم والإضطهاد .
البديهيتين السابقتين لم تستطع قوة على مدار التاريخ مهما بلغ طغيانها أن تنزعهما من بناء الإنسان الفطري وهذا ما يفسر ثورة الشعوب من أجل تحررها ونيل حريتها سواء تلك التي خضعت تحت سيطرة وهيمنة إستعمارية أجنبية أو تعرضت لحكم قيادة ديكتاتورية .
فلسطين لن تكون إستثناءا :
القارئ للتاريخ قديمه وحديثه يوقن أن جميع شعوب العالم ثارت ضد قوى الإستعمار وإنتهت بدحر القوات الإستعمارية وبالتالي لم يكن ولن يكون الشعب الفلسطيني الذي اطلق ثورته المستمرة منذ الأول من كانون الثاني لعام 1965 وحتى إنجاز مشروعه واهدافه الوطنية بالحرية والإستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ودحر الإستعمار الإحلالي الإستيطاني الإرهابي العنصري الإسرائيلي المدعوم من قوى عالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية إستثناءا .
الإحتلال الإسرائيلي جريمة بحق مبادئ الأمم المتحدة :
مثل عدوان حزيران عام 1967 ومن قبله عام 1948 قيام العصابات الصهيونية الإرهابية بدعم وحماية من قوات الإستعمار البريطاني بإحتلال نصف مساحة الدولة العربية الفلسطينية المحددة بقرار التقسيم المجحف رقم 181 الذي شنته قوات الكيان الإستعماري الإسرائيلي جريمة بحق القانون الدولي و ضربا بعرض الحائط بمبادئ وأهداف الأمم المتحدة بترسيخ الأمن والسلم الدوليين الذي ينص ميثاقها على حظر اللجوء إلى القوة أو التهديد بها أو إحتلال اراض دولة اخرى بقوة السلاح .
ما كان للكيان الإسرائيلي ان يتمكن من إستعمار كامل أرض فلسطين التاريخية والإفلات من المساءلة والعقاب لولا الإنحياز والدعم الأمريكي خاصة والأوربي عموما للعصابات الإرهابية الصهيونية منذ وعد بلفور تلك العصابات التي قادت وتقود دولة إسرائيل الإستعمارية المصطنعة في سياسة إستراتيجية ممنهجة قائمة على مبادئ إستخدام العنف والقوة والإرهاب لتحقيق أهدافها الإستعمارية بالتوسع عبر المغالاة باللجوء إلى اعمال العنف والقتل والعدوان والإضطهاد للشعب الفلسطيني الأعزل من السلاح .
وما سياسة الكيان العدواني الإستعماري الإسرائيلي المناقضة للشرعة الدولية والمحمية من أمريكا وحلفاءها إلا السبب الرئيسي لإستمرار معاناة الشعب الفلسطيني وحرمانه من حقه الأساس بالحرية وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948 .
مقاومة الشعب الفلسطيني من اجل الحرية حق أساس :
لقد كفل ميثاق الأمم المتحدة والعديد من قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وإتفاقية لاهاي لعام 1907 وغيرها من العهود والإتفاقيات الدولية للشعوب حق المقاومة بكافة أشكالها ضد دولة الإحتلال والإستعمار من اجل نيل الحرية والتحرر والإستقلال وتقرير المصير .
فالمقاومة تبعا لذلك ليست عدوانا أو إرهابا كما يحلو لبعض الدول النافذة وصفها وإنما هي دفاع عن الوجود ورد على عدوان خارجي من أجل حياة حرة في ظل وطن حر مستقل .
فقد كفلت المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة للشعوب حق المقاومة وفقا لنصها :
" شرعية المقاومة للشعوب من أجل الدفاع عن نفسها إذا داهمها العدو بقصد إحتلالها " مؤكدا على " أن ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول ، فرادى أو جماعات في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة.... "
كما كفل العهدين الخاصين بالحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للشعوب الحق بتقرير المصير والسيادة على ثرواتها .
بناءا على ما تقدم فالشعب الفلسطيني الذي يرضخ منذ عقود تحت نير الإستعمار الإحلالي الإسرائيلي الممعن في سياسته بإرتكاب مختلف كافة اشكال الجرائم بتصنيفاتها بحق الشعب الفلسطيني والعمل على إجراءات تغييرات جغرافية وديموغرافية وتشريعية وإنتهاك حق ممارسة العبادة للمسلمين والمسيحيين في أراض الدولة الفلسطينية المحتلة وإيقاع عقوبات جماعية التي تصنف بالقانون الدولي كجريمة حرب بحق المدنيين من ابناء الشعب الفلسطين خلافا للقانون الدولي ولإتفاقيات جنيف يمتلك كل الحق المكفول بالشرعة الدولية باللجوء إلى مقاومة المستعمر الإسرائيلي الإرهابي وعصاباته من المستوطنين بكافة الوسائل حتى يتم دحر الإحتلال وإقامة الدولة العربية الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
أبناء الشعب الفلسطيني المنخرط في مقاومة الإحتلال الإسرائيلي الإستعماري الإحلالي هم مناضلون من أجل الحرية وبهذا من يحاول العمل على إلصاق صفة إرهاب على مقاومي الشعب الفلسطيني إنما بذلك يعبر عن إنحياز اعمى لقوى الشر الإرهابية الإسرائيلية وادواتها الإجرامية وإنتهاك لميثاق الأمم المتحدة ولقراراتها وللعديد من العهود والإتفاقيات الدولية وتسييد لمبدأ القوة وإقصاء لمبدأ قوة الحق .
المجتمع الدولي مطالب بمواجهة الإرهاب الإسرائيلي :
لقد ثبت عبر الواقع أن إسرائيل دولة إرهاب بقواتها وعصاباتها الإستيطانية ومجتمعها اليميني المتطرف ورمز للإرهاب الحقيقي الذي يتطلب تضافر الجهود الجادة دون إزدواجية من المجتمع الدولي عامة ومن الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن في مواجهة إرهاب الدولة وما يتطلبه من المبادرة بإتخاذ إجراءات عملية جادة وعقابية بحق سلطات الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي الرافض لتنفيذ أي من القرارات الدولية بل يتبجح بأنها ما هي إلا حبر على ورق مثبتا بذلك أن إسرائيل دولة إرهابية مارقة ينبغي عزلها ومقاطعتها سياسيا وإقتصاديا وعسكريا ودبلوماسيا حتى تذعن بإنهاء إحتلالها الإستعماري لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا وفق قرارات الأمم المتحدة. ..والمجتمع الدولي مطالب الإضطلاع بواجباته والبدء بإتخاذ الخطوات العاجلة الكفيلة بإلزام سلطات الإحتلال الإسرائيلي بوقف جرائمها والعمل على تأمين الحماية للشعب الفلسطيني الذي يتعرض يوميا إلى تنكيل وإعتقالات تعسفية ومصادرة أراض وهدم منازل وتنفيذ عمليات إعدام خارج القانون في سياسة ممنهجة تتعارض مع كل المبادئ والقيم الإنسانية ....؟