شارة خطر صادرة من الاحصاءات الجرمية الشهرية!



تؤكد الارقام الرسمية الدقيقة استمرار تصاعد انتشار مادة المخدرات، فضمن سياق برنامج التثقيف الأمني كشفت مديرية الأمن العام عن الاحصاءات الجرمية والخدمية والجهد المبذول لمختلف وحداتها وتشكيلاتها خلال شهر آذار الماضي، وسجل خلاله 1743 قضية مخدرات، مقابل 1580 قضية سجلت في شهر شباط الماضي، وهو ما يفوق مجموع جرائم الجنح بأنواعها المختلفة والتي بلغت 1771 قضية جنحوية، ما يعتبر شارة خطر تدل على انتشار جنوني غير مسبوق للمخدرات في أرجاء الوطن.

تلا ذلك الاعلان عن تعامل إدارة مكافحة المخدرات خلال الأيام القليلة الماضية مع عدة قضايا نوعية للاتجار وترويج المواد المخدرة داخل المملكة، خلال الحملات المكثفة التي تقوم بها الادارة ضمن جهودها لمواجهة كافة الانشطة المرتبطة بالاتجار وترويج المواد المخدرة. 

وقد ألقي القبض في تلك الحملات على شخص في البادية الشمالية بحوزته 35 كف حشيش و12 الف حبة كبتاجون مخدرة بالإضافة الى سلاح ناري. واخر جنوب عمان بحوزته 24 كفاً من مادة الحشيش المخدرة وقطع من مادة معدة للبيع من ذات المادة بالإضافة إلى 4 آلاف حبة مخدرة. وفي شمال العاصمة قبض على ثالث بعد أن أبدى مقاومة شديدة وضُبط بحوزته ثلاثة اسلحة نارية احدها اتوماتيكي بالإضافة إلى 6 أكياس من مادة الماريجوانا المخدرة وكف من مادة الحشيش المخدرة و 1300 حبة من حبوب الكبتاجون المخدرة وكمية من مادة الكريستال المخدرة. وفي شرق العاصمة قبض على مشبوهين بقضايا المخدرات وضبط بحوزتهم على 32 كفاً من مادة الحشيش المخدرة وكمية من الحبوب المخدرة وسلاح ناري. وفي قضية خامسة في محافظة الزرقاءتمت مداهمة مشبوه بحوزته ثلاثة اسلحة نارية اضافة الى 9 كفوف من مادة الحشيش المخدرة و 600 حبة من مادة الكبتاجون وسلاحين ناريين .

ويبقى المخفي أعظم، وما يتم ضبطة في الداخل ما هو الا نقطة في بحر المخدرات، وهذا يثبت وبما لا يدع مجالا للشك ان برامج ضبط الحدود ناقصة أو غير حادة بما يكفي لقطع الظاهرة ان جاز التعبير، وأننا نواجه بالفعل مشكلة مركبة، بمعنى وجود مشكلة اسوأ من السوء في معالجة مشكلة دخول المخدرات بهذا الحجم الهائل من الحدود الشمالية، وبالذات الغياب الرقابي عن نقاط التهريب المحددة والابواب التي تقع خارج الاختصاص الجغرافي للامن العام، فأخذ يشتد فيها نشاط المهربين ما جعل الاوضاع هناك مزرية، وتغرق المجتمع الاردني بالآفة الخبيثة بشكل يزداد تواصلا وكثافة يوما بعد يوم، ويضعنا في حيرة ونتساءل كيف وأين ومتى الخلاص.

لكن الاهم من كل هذا وذاك ان الموضوع أبعد وأخطر من موضوع مخدرات، فمن يتمكن من إدخال المخدرات بهذه السهولة يمكنه إدخال قنابل ومتفجرات واسلحة وإرهابيين ومن ذات الثغرات، ونحن ندرك أن أمن الأردن مستهدف، ولطالما تعرضنا لضربات الارهاب، وندرك كذلك أن سكون الارهاب لا يعني زواله بالضرورة، الأمر الذي يستوجب المزيد من اليقظة والحذر وان لا ننام الا بعين واحدة..