الناشط عمرو.. اختطاف على ذات طريقة المغدور "بنات"

استيقظت عائلة الناشط والمعارض السياسي محمد عمرو من بلدة دورا بالخليل، على اقتحام قوات مدججة من الأجهزة الأمنية لمنزلهم بغية اعتقاله نجله همام.
ويقول عبد الرحمن شقيق الناشط عمرو: "في مشهد مشابه لاعتقال الشهيد نزار بنات قبل اغتياله، اختطفت عناصر من الأجهزة الأمنية فجر اليوم شقيقي دون مذكرة اعتقال قانونية".
وأضاف في حديثه لوكالة "صفا" أن قوة مدججة بما يقارب 10 مركبات لقوات الأمن اقتحمت فجر اليوم، منزل شقيقه لاعتقال نجله همام دون أية مسوغات قانونية.
وأوضح "أن عناصر الأمن اقتحموا غرفة همام من النافذة واحتجزوه لولا إلحاح عائلته بالسماح له بتغيير ملابسه، حينها طلب شقيقي مذكرة اعتقال رسمية أو مذكرة تفتيش للمنزل، ولم تكن القوة تمتلك أي مذكرة رسمية في هذا الشأن".
وأضاف أن عنصر الأمن أجاب على شقيقه بعد طلب مذكرة اعتقال رسمية لنجله بأن "اسمه موجود لديّ على الهاتف وأنا أعتقل أي شخص مدوّن اسمه في هاتفي".
وبيّن أن شقيقه رفض تسليم نجله دون مسوغات قانونية للاعتقال، وطلب من عناصر الأمن مهاتفة أي وكيل نيابة في المدينة ليتحمل مسؤولية الاعتقال ويثبت وجود حاجة لاعتقال نجله.
وأفاد بأن الأجهزة الأمنية تراجعت لأمتار بعد تجمع العائلة وأعداد من الناس، وطلبت من شقيقه الاقتراب لمحادثته، مضيفاً أن الأجهزة باغتته واعتقلته بطريقة وحشية فور اقترابه منها.
وقال: "نمنا على مشاهد القمع والاعتداء على المرابطين في الأقصى من قبل قوات الاحتلال، واستيقظنا على مشهد مشابه لولا اختلاف المكان والفاعلين"، موضحاً أن الأجهزة الأمنية سحلت شقيقه واعتدت عليه بالضرب.
وأكد عبد الرحمن أن شقيقه أبلغه بإضرابه عن الطعام والدواء فور اخطافه، لافتاً إلى أن محمد المعيل الوحيد لعائلته، وكان يقدم الرعاية الطبية لوالده الذي شارف على التسعين من عُمره.
وأعرب عن تخوف العائلة على حياة الناشط عمرو، موضحاً أنه تلقى مسبقاً تهديداتٍ صريحة بتصفيته جسديًا.
وأضاف: "أحد الشخصيات في الأجهزة الأمنية هاتفت شقيقي لتهديده، وأبلغته بأنها المسؤولة عن قتل مجد البرغوثي ونزار بنات".
وكانت زوجة الناشط عمرو تعرضت لاعتداء مباشر من قبل أحد أفراد القوة، الذي ضربها بكعب بندقيته على صدرها ما أدى إلى نقلها إلى المشفى.
وتروي لــ "صفا"، أن نجلها شداد (16 عاماً) تشبث بوالده عندما تم اعتقاله، فقابلوه بالضرب المبرح والاعتقال إلى جانب أبيه.
وأوضحت أنها تعرضت للاعتداء أثناء محاولتها تخليص زوجها ونجلها من بين أيديهم.
وأضافت أن القوات أطلقت عليها قنابل الغاز السام ما أدى إلى إغمائها ونقلها إلى مشفى دورا الحكومي، لافتتاً إلى أنها تعاني من مشاكل صحية في القلب.
وبيّنت أن عناصر الأمن أطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز بشكل مكثف، ما أدى إلى إصابة طفل من جيرانهم بقنبلة في وجهه وإصابة كافة أفراد العائلة بالاختناق.
من جانبه، قال الناشط والمعارض السياسي فايز السويطي لوكالة "صفا"، إنه لا مبرات لاعتقال الشرفاء، وأن الأجهزة الأمنية عاجزة عن توفير الحماية للمواطنين، سواء كانت من الاحتلال أو من حالة الفوضى والفلتان الأمني التي تعم الضفة الغربية بلا استثناء.
وأضاف أن هذه الأجهزة لم يبق لها مبرر وجودي سوى خدمة الاحتلال، قائلاً: "أنا متأكد أن الاغتيالات الأخيرة في جنين ورام الله كانت بتنسيق مع أجهزة السلطة".
وبيّن أن طريقة اعتقال الناشط محمد تتشابه كثيراً مع طريقة اعتقال الشهيد نزار بنات قبل اغتياله، محملاً السلطة المسؤولية الكاملة على حياته وسلامته.
واشار السويطي إلى أن منزل الناشط عمرو تعرض للمراقبة في عدة مرات وهدد بالتصفية من أمام منزله.
وأكد على ضرورة أن تتخذ العوائل والأفراد موقفاً من هذه الأجهزة التي وجدت لحماية الاحتلال والفاسدين.