مشهد مهيب لتشييع ضحايا حريق صفوى.. والابن الأكبر يكشف تفاصيل مروعة جديدة
شيعت حشود غفيرة في مدينة صفوى -شرق السعودية- ضحايا الحريق الذي التهم أسرة من والدين وابن وابنة، إلى مثواهم الأخير، الذين راحوا ضحية إضرام أحد أفرادها النار بهم في منزلهم، في حادثة هزت الرأي السعودي.
وأعلنت عائلة "الملا" في صفوى مساء أمس الاثنين انتهاء إجراءات التشريح الجنائي لضحاياهم، في الحادثة التي راح ضحيتها "زهير الملا" وزوجته "صديقة آل درويش" وأبناؤهما محمد "29 سنة" وعقيلة "17 سنة".
وقدم المشيعون من مختلف محافظات المنطقة الشرقية عصر اليوم الثلاثاء، ليشاركوا في دفن جثامين الضحايا الأربعة بمقبرة صفوى، حيث تم تجهيز قبر جماعي ليحتضن رفاتهم.
الأسرة المكونة من 8 أفراد، قضى نصفها نحبه في الحريق المفتعل من ابنها الأوسط، والتي هزت الوجدان، وأشعلت مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية تحت وسم "#حريق_صفوى".
الأب مع أحفاده
الأب مع أحفاده
الابن الأكبر يكشف التفاصيل
إلى ذلك، نفى الابن الأكبر "مؤيد الملا" أن يكون شقيقه الجاني عانى من أمراض نفسية دفعته إلى إشعال الحريق في أسرته، وقال في حديث خاص لـ"العربية.نت": لقد أضرم شقيقي النار بكامل إرادته، وحدث أن هدد قبل الحادثة عدة مرات بإضرام النار في أسرته، خلال نوبات من العنف والغضب صادرة منه، ولم يكن انفعاله يوم الحادثة غير متوقع.
"مؤيد" الذي شهد الكارثة التي أودت بأسرته حرقاً بالنار بدم بارد، أكد أن الأسرة لم تكن على علم بتعاطي شقيقه لمادة الميثامفيتامين "الشبو" التي أثبتت شرطة المنطقة الشرقية في السعودية في بيان أصدرته، معلقاً أن "الشبو" لم يكن إلا دافعا إضافيا، حيث إنه يعاني منذ طفولته من اضطراب سلوكي "فرط الحركة ADHD" والذي يجعله في حالة عنف وغضب مع الجميع، ولم يسبق له أن خضع للعلاج منه أو حتى التأهيل.
كما أشار إلى أن شقيقه كان يتعمد افتعال الشجار ويدخل في نوبات غضب منذ طفولته، ولم يتعرض لصدمة نفسية أو حادثة جعلته يتصرف بسلوك معاد ضد أسرته، بل هو اضطراب سلوكي نشأ معه.
ويذكر "مؤيد" أن شقيقه في العقد الثالث من عمره تخرج من المرحلة الثانوية وحصل بعدها على شهادة دبلوم في تخصص الرسوم الهندسية، ويهتم برياضة كمال الأجسام، موضحاً أن ذلك قد يكون ما جره لتعاطي الهرمونات المحفزة على التضخيم وتعاطي المنشطات، الأمر الذي يرجح أن ذلك دفعه إلى مادة "الشبو" المخدرة دون علمهم أو ملاحظتهم ذلك.
وأضاف أن شقيقه الجاني كان يتردد خلال شهر رمضان لتناول الإفطار مع والديه يومياً، بينما كانت هنالك مشكلات عائلية سابقة تلوح في الأفق، حتى مساء يوم الخميس الذي جرت فيه الكارثة، ويقول مؤيد: "كان متأهب بخطة محكمة لإضرام النار وإحراق الأسرة التي وقعت قبل أذان المغرب بساعات، حيث أحضر في وقت سابق مادة البنزين تحت دراية الوالد، الذي حاول منعه عدة مرات من تركها في المنزل، رغم رفض شقيقي ذلك".
تفاصيل الحادثة..
وفي التفاصيل، أكد مؤيد الذي كان شاهداً على الحادثة، أن والده ووالدته وشقيقه وشقيقته المنكوبين احتموا من شقيقه في إحدى الغرف الخلفية للمنزل، علاوة على محاولاتهم كسبه في مفاوضات طويلة، وما كان منه إلا حبسهم فيها بكسر مقبض الباب من الخارج وسكب مادة البنزين على الباب والسجاد، الأمر الذي استغرق منه 45 دقيقة.
ويضيف أنه كانت هنالك محاولات منه ومن شقيقه الأصغر مهدي، لتهدئة شقيقهم وإصراره الغاضب والعنيف، ومصادرة الولاعة التي حاول إشعال الحريق بها، غير أنه تمكن من استخدام أخرى في لحظة عدم تواجدهما وإضرام الحريق.
وفي هذه الأثناء يقول مؤيد بأنه كان ومهدي يحاولان الاستعانة بالشرطة، إلا أن الحريق كان قد انتشر بشكل كثيف: "لم نسمع لوالدي ووالدتي وأخي وأختي أي صوت، لم يستنجدوا، ولم يصرخوا وسط الحريق، وننتظر نتائج التحاليل الجنائية للتشريح".
جموع غفيرة حضرت في المقبرة
ومن جانب آخر، تعرض شقيقي الجاني لحروق بالغة بسبب كثافة ألسنة اللهب، إذ تعرض للإغماء جراء الدخان المنتشر، وسقوطه وسط الحريق، ومن ثم إفاقته والاستنجاد بنا لمساعدته في إطفائها من على جسده، حيث تم نقله على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وقد أعلنت شرطة المنطقة الشرقية بالسعودية، القبض على مرتكب الجريمة الجنائية بإضرام النار بأسرته في منزلهم، وجرى إيقافه واتخاذ الإجراءات النظامية بحقه وإحالته إلى النيابة العامة.
هذا ووجه الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية وبمتابعة من نائبه الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بتقديم كافة سبل الرعاية لأفراد أسرة ضحايا الحريق المتوفين نتيجة إضرام أحد أفرادها النار بهم في منزلهم.