عروستان سوريتان حلمتا بالهجرة فابتلعهما البحر
ترفض والدة جاندا أن تصدق وفاة ابنتها غرقا في القارب الذي ابتلع البحر معظم من كانوا على متنه قبالة سواحل مدينة طرابلس حين حاول الجيش اللبناني توقيفه.
وقالت السيدة شوافة والدة جاندا لوكالة "فرانس برس": "ستبقى طفلتي، ابنتي المدللة، وسأنتظرها في كل ليلة وأدعو رب العالمين أن تكون بسلام وفي مكان آمن".
وتضيف باللغة الكردية: "ربما تكون ضائعة على أحد الشواطئ".
وترفض السيدة وهي من قرية باترزان شمال سوريا إقامة مجلس العزاء، حتى أنها قامت بطرد ابنها من المنزل حين اقترح الاستسلام للأمر الواقع والقبول بوفاة شقيقته غرقا.
كانت جاندا سعيد (27 عاما) وإيناس عبد السلام (23 عاما)، لإتمام عقد قرانهما من شقيقين هاجرا سابقا إلى ألمانيا، وحين صعدتا على متن قارب كانتا تأملان أن يصل بهما إلى أوروبا، للقاء خطيبيهما.
كانت العروسان من ضمن 84 شخصا على متن القارب، تم إنقاذ 45 منهم، 11 منهم سوريون، بينما تم العثور على 8 جثث فقط، ولا يزال نحو 40 شخصاً في عداد المفقودين، ثمانية منهم سوريون بينهم جاندا وإيناس.
وكانت شواحة ودّعت ابنتها عشية سفرها بإقامة "حفلة حناء" لها، وهو تقليد متوارث يُنظم للعروس التي ترتدي فستانا أحمر اللون، بحضور صديقاتها ويتم خلاله تزيين يديها بالحناء.
من غرفة الجلوس في منزلها، تمسح دموعها بحجابها الأزرق. تأخذ نفسا عميقا، وتفتح مقطع فيديو على هاتفها الجوال تظهر فيه ابنتها وهي ترقص مع صديقاتها خلال حفلة الحناء.
لم تكن شوافة على دراية بالطريقة التي ستسافر بها جاندا إلى خطيبها في ألمانيا.
وقالت: "لو كنت أعلم أنها ستسافر بهذه الطريقة لكنت منعتها"، مضيفة "حتى لو أعطوني وزنها ذهبا لما كنت غامرت بها".
أما هيام سعدون (42 عاما)، فقد رضيت بالقدر ووافقت بعد طول انتظار على إقامة مجلس عزاء لابنتها إيناس، وكل أملها اليوم هو العثور على جثتها.
داخل خيمة العزاء في مدينة القامشلي شمال شرق سوريا، تحمل هيام صورة ابنتها العروس وتقول: "كانت ابنتي سعيدة بخطبتها (...) كنت أتمنى رؤيتها مرتدية فستان عرسها".
وتضيف "كنت أتخيلها في منزلها مع أطفالها وعائلتها.. لكنني اليوم أتمنى أن يكون عرسها في الجنة".
تمسح هيام بيديها صورة ابنتها. وتقول "كانت تبحث عن حياة أفضل في أوروبا على غرار كثر سافروا قبلها".
المصدر: "فرانس برس"