على مثلك تنفطر القلوب.. حزن وغضب يسودان مواقع التواصل على جريمة اغتيال شيرين ابو عاقلة



سادت أجواء من الحزن والغضب صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الأردنية والعربية إثر جريمة اغتيال مراسلة قناة الجزيرة في فلسطين، الزميلة شيرين أبو عاقلة.

واستذكر مدوّنون ومغرّدون تضحيات ومواقف الزميلة أبو عاقلة، منددين بالجريمة التي استهدفت جميع وسائل الإعلام والصحفيين الذين ينقلون جرائم الإحتلال، فيما بدا الألم واضحا على الصحفيين في مختلف وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية.

وطالب صحفيون وناشطون، كان أبرزهم مذيعة قناة الجزيرة خديجة بن قنة، بوقف اتاحة الفرصة أمام الاسرائيليين بالظهور عبر وسائل الإعلام العربية.

وقالت بن قنة: "مقاطعة الضيوف الإسرائيليين على الشاشة، ومحاكمة المجرمين مطلب أساسي".

وقال عضو مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين، الزميل بلال العقايلة: "استشهاد الزميلة شيرين أبو عاقلة خسارة فادحة لصوت الحق والحقيقة تكشف عوار الأنظمة العربية المستكينة والخانعة وتعري حقيقة الكيان الصهيوني الإجرامية البشعة. هذا الكيان الذي اقترب زواله بإذن الله. رحم الله شيرين وكلل نضالات الأشقاء الفلسطينيين الأشاوس بالصمود حتى النصر الموعود وإن غدا لناظره قريب".

وقال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور حسن البراري: "يستمر مسلسل الاعدامات خارج نطاق القانون، وهذه شيرين ابو عاقلة ترتقي شهيدة برصاص جيش الاحتلال بعد أن أدت أدوارًا بطولية في تغطية جرائم الاحتلال على مدار أكثر من عقدين. رحمة الله على الشهيدة الملتزمة والشجاعة".

وكتب الزميل أحمد حسن الزعبي مقالا، جاء فيه: "شيرين المناضلة، لم تكن صحفية عادية، كانت صحفية ثائرة، ثائرة لمهنتها، للأرض، للإنسان، للتاريخ، للقبّة، للحمام الذي ما هجع منذ سبعين عاماً، للشبابيك الضيقة في سجون المعتقل، للدمع المختزل، لقوافل الشهداء في زقاق الحواري، لأمهات الأسرى اللاتي تحار أصابعهن بين خيوط المستحيل وسنّارة المحتمل".

وقال الزميل باسل العكور تغريدة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "هذا الكيان الصهيوني المتوحش الغاصب لكن يكون الا عدوا للانسانية، وخصما لهذه الامة، شاء المطبعون العرب أم أبوا، وكل هذه الجرائم الوحشية تؤكد حقيقة واحدة، ان هذا الكيان الغاصب هو كيان طارئ غريب وعلته منه وفيه، وسرعان ما سيقتلع،ويمحى اثره. رحم الله الشهيدة الصحفية شيرين ابو عاقلة".

الزميل عمر صبرة المحارمة أكد أن "الاحتلال لا يرى الصحفيين إلا جنودا يهددون أمنه ويعيقون تنفيذ مخططاته، فرغم أنهم لا يملكون غير معداتهم الصحفية وعدسات كاميراتهم، إلا أن سلاحهم هذا الذي ينقل الحقيقة ويكشف جرائم المحتل أكبر من أن تحتمله قوة غاشمة غاصبة".

وقال النقابي، د. أحمد زياد أبو غنيمة: "فلسطين تتوشح بالسواد إثر استشهاد ايقونة الاعلام المناضلة شيرين ابو عاقلة.. ليست اول ضحايا الاحتلال الغاشم ولن تكون الاخيرة.. كانت اعلامية مناضلة في قلب الأحداث في مواجهة كيان غاصب مجرم لا يميز في إجرامه بين اعلامي وطفل وشيخ وامراة.. لروحها الرحمة والتعازي لاهلها وزملائها فرسان الاعلام الحر والحقيقة التي كانت تنقلها شيرين ويحاول الإحتلال اخفاءها.. هذا قَدَرُ هذا الشعب العظيم ان يقدم الشهيد تلو الشهيد في سبيل قضية عادلة في وجه احتلال بغيض".

وقال الإعلامي والمذيع في قناة الجزيرة، الزميل علي الظفيري: "وعينا ومعرفتنا بفلسطين الواقع، الشارع، المخيم، المدينة، الحكايات الموجعة، البطولات، الهزائم الرسمية، الانتصارات، الجرائم اليومية للجيش الصهيوني، الأمهات والأطفال، الرجال الذين يقاومون، المسجد الأقصى، محاولات تدنيسه، التضحيات لأجله.. ارتبطت كلها بـ #شيرين_ابو_عاقله وزملائها".

وقال معلّق قناة "beIn sport" حفيظ الدراجي: "استشهاد الزميلة شيرين ابو عاقلة على يد المستعمر الإسرائيلي في جريمة أخرى ضد الإنسانية. رحلت إبنة القدس لكن صوتها يبقى خالدا و قضيتنا تبقى أبدية واحدة لن تموت مهما ماتت ضمائر وقلوب المطبعين الجبناء".

وقال مذيع قناة الجزيرة، عثمان آي فرح: "لا أصدق و لا أريد أن أصدق ما يصلني من رسائل منذ الصباح لكن زملاءنا و زميلاتنا في فلسطين بالذات كانو يخرجون كل يوم و ما زالوا وأرواحهم على أكفهم..الله يرحمك يا شيرين و ينتقم من القتلة المجرمين.. إنَّا لله و إنَّا إليه راجعون".

وقالت مذيعة قناة الجزيرة، روعة أوجيه: "رجاءً كفّوا عن تداول فيديو إصابة شيرين أبو عاقلة واستشهادها.. احترموا حرمة من قضى عمره وهو يغطّي بأعلى درجات المهنية والحرص على كرامة من يتحدّث عنهم رغم الاستفزاز اليومي الذي لا يتحمّله أيّ منكم.. احترموا مشاعر أهلها".

وقال الإعلامي في قناة الجزيرة، محمد فتحي حمدان: "تخسر فلسطين اليوم صحفية فريدة ، بنت القدس #شيرين_أبوعاقلة. يجرم الاحتلال ويغتال برصاص قناصة في الرأس أيقونة فلسطينية وعربية. مخلصة مجتهدة في غير استعراض ، شجاعة دقيقة مهنية هادئة. كادت ترسل خبر استشهادها".

وقال الإعلامي القطري، جابر الحرمي: "جريمة نكراء أخرى نفذتها قوات الاحتلال باستهداف مباشر بالرصاص لمراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة خلال تغطيتها لاقتحام مخيم جنين. الأخلاق المهنية والإنسانية توجب الوقوف بوجه هذه الجريمة من قبل كل الأحرار والشرفاء عاملين ومؤسسات. الإنسانية ليست في اوكرانيا فقط".

الصحفي وصانع الأفلام الوثائقية المصري، أسعد طه، قال: "لا جديد.. عرفناكم قتلة وعصابات تسرق الأرض والبيوت.. وعرفنا الفلسطنيين شهداء وأسرى ومقاومين.. وعرفنا أخيرا أعوانكم بيننا".

وقال الصحفي اللبناني، ريكاردو كرم: "رصاصة اسرائيلية في أسفل الأذن في منطقة لا تغطيها الخوذة التي كانت ترتديها تُسقط المراسلة اللامعة شيرين ابو عاقلة وتُسكت صوتاً ناضل في سبيل الحق والعدل الحقيقة. لم تدرك شيرين أنّ حياتها ستكون قصيرة وأنّ الشر لا يلقي سلاحه حتى يلفظ آخر أنفاسه؛ فهو لا يعرف الصلح والمهادنة أبداً".

وقال مراسل قناة الجزيرة في عمان، الزميل رائد عواد: "على مثلك يا شيرين تبكي العيون وتنفطر القلوب .. استشهدت وحب فلسطين لا يفارق مقلتيها ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم".

وقال البرلماني الكويتي، ناصر الدويلة: "تحملت قناة الجزيرة عبء استنهاض الوعي في الامه العربية و دافعت بكل امانه و مهنية عن قضايا المسلمين و وقفت تلك القناة كالجبل الشامخ في وجه الصهاينه و مشاريعهم و قدمت قوافل الشهداء في سبيل تلك المهمة الساميه في كل مكان و نعزي جميع الاخوة في الجزيرة باستشهاد البطلة".

وقال عضو الكنيست الاسرائيلي، أحمد الطيبي: "شيرين ابو عاقلة الصحفية الشجاعة التي رافق وجهها المخيمات ونقلت عدستها عذابات الناس ورافق صوتها جنازات الشهداء ترتقي برصاص الاحتلال المجرم في جنين . ابنة القدس ترتقي في جنين فتسقط دمعة على وجه امة باكملها. الموت لا يوجع الموتى. الموت يوجع الاحياء".

وقال الناشط سراج الدين الشديفات: "لأبناء جيلي الذين لم يعيشوا لحظة اغتيال الطفل محمد الدرة، ها هو نفس الاحتلال بكامل صلفه ووقاحته يعيد المشهد، وبتفاصيله. القاتل في الحالين نفسه، الاحتلال الغاشم، والضحية في الحالين بريء، طفل مع والده، وصحفية إلى جانب زميلتها المحتارة مع سترة يرى الأعمى عليها كلمة PRESS".

من هي شيرين ابو عاقلة؟

شيرين نصري أبو عاقلة، صحفية وُلدت في القدس عام 1971 وهي مراسلة صحفية فلسطينية تعمل مع شبكة الجزيرة الإعلامية، وتنحدر من عائلة مسيحية مشهورة في بيت لحم.

درست شيرين في البداية الهندسة المعمارية بجامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن، ثم انتقلت إلى تخصص الصحافة المكتوبة، وحصلت على درجة البكالوريوس من جامعة اليرموك في الأردن.

عادت بعد التخرج إلى فلسطين وعملت في مواقع عدة مثل وكالة "أونروا"، وإذاعة صوت فلسطين، وقناة عمان الفضائية، ثم مؤسسة مفتاح، وإذاعة "مونت كارلو"، ولاحقًا انتقلت للعمل في عام 1997 مع قناة الجزيرة الفضائية.

واستشهدت شيرين أبو عاقلة صباح اليوم الأربعاء، متأثرة بإصابتها برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في أثناء تغطيتها الصحفية لاقتحام مخيم جنين.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان إن أبو عاقلة أصيبت برصاص حي في منطقة الرأس، مشيرة إلى أن وضعها الصحي حرج للغاية، قبل أن تعلن استشهادها.