روايات صادمة لجريمة اغتيال شيرين أبو عاقلة
ليلة صعبة وقاسية مرت على الشاب شريف عزب الذي لم يذق طعم النوم وهو يقلب ذاكرته المثقلة بهول مشهد اغتيال الصحافية شيرين أبو عاقلة أمام ناظريه.
عزب الذي لم يفصله سوى أمتار عن تجمع للصحفيين لحظة وقوع الجريمة، يقول إن ما حدث لم يغادر مخيلته طوال الليل ولم تستطع الذاكرة محوه.
ويوضح أنه وصل لمكان اغتيال الصحافية أبو عاقلة فور إصابتها ليحاول سحبها إلى السيارة التي كان يتواجد بها، لكنه تعرض لإطلاق نار متكرر حال دون ذلك.
ويشير عزب: "حين سمعت إطلاقًا للنار وصراخ النجدة والإسعاف توجهت لمصدره، إذ لم يفصلني سوى عشرات الأمتار (..) رأيت عدة صحفيين يتعرضون لإطلاق نار مباشر من الاحتلال".
ويكمل: "نزلت من سيارة صديقي لإنقاذهم فتعرضت لإطلاق نار (..) حاولت مرات حتى وصلت السور الذي يحتمي به الصحفيين وأنقذت الصحفية شذى حنايشة لمكان آمن خلف السور".
ويتابع عزب: "عدت مجددًا فوجدت جثة تحت الشجرة (..) مباشرة أزلت الخوذة عن رأسها فعرفت أنها فتاة وبدأت بعملية سحبها وكان رأسها ملطخًا بالدماء".
ويوضح أنه أوصلها إلى مكان آمن من الرصاص، ونجح بمساعدة الشباب بنقلها في السيارة للمستشفى ليتعرف لاحقًا أنها الصحفية شيرين أبو عاقلة.
الصحفي مجاهد السعدي الذي رافق شيرين أثناء الحادثة يروى تفاصيل ما حدث بقوله: "كنا عند دوار العودة بجنين نستعد للتغطية وارتدينا الستر الواقية ثم وصلنا لمدخل الطريق الذي يتواجد به الاحتلال لنكشف أنفسنا له".
استهداف متعمد
ويشير السعدي إلى أنه "وبعد عدة دقائق دخلنا بحذر الشارع المتواجد به جيبات عسكرية إسرائيلية، فما هي إلا لحظات حتى بدأ إطلاق النار".
ويقول: "كان غبار السور بجانبنا فعلمت أن إطلاق النار علينا، فتجاوزته وكان هناك درج إسمنتي احتميت به وأخبرت شيرين وهي خلفي مباشرة مع الزملاء شذا حنايشة وعلي السمودي الذي أصيب بكتفه مباشرة".
ويكمل السعدي: "حاولت شيرين العودة للخلف وصرخت على زميلنا علي لحماية نفسه لكنه أصيب برصاص قناص، بينما احتمت حنايشة خلف شجرة الخروب الملاصقة للجدار".
الصحفية شذا حنايشة روت تفاصيل اللحظات الأولى لاستهدافهم من قبل الاحتلال، لتشير: "ما حدث جريمة اغتيال لجميع الصحفيين ومن أطلق النار كان يقصد قتل شيرين".
وتؤكد حنايشة : "أن من أطلق النار أصاب شيرين بمنطقة مكشوفة لا تحميها سترة الصحافة أو الخوذة".
وتوضح أن الرصاصة تحت الخوذة بمنطقة قاتلة في الرأس، مشيرة إلى أنه كان بإمكانهم إطلاق النار على الأرجل أو بمنطقة لا تشكل خطرًا.
وتقول حنايشة": "احتميت خلف جذع وأغصان الشجرة وشيرين لم تبعد عني سوى أمتار قليلة ولم أستطع إسعافها.. جذع الشجرة بيننا ولم أستطع أن أصلها".
وتختم: "استمر إطلاق النار لـ3 دقائق لم أستطع القيام بأية حركة خلالها من كثافة الرصاص حتى جاء شاب وأنقذني واستطاع الوصول لشيرين".
واستشهدت الزميلة أبو عاقلة وأصيب المنتج بقناة الجزيرة علي السمودي، صباح أمس، برصاص قوات الاحتلال أثناء تغطيتهما اقتحام مخيم جنين.
والشهيدة أبو عاقلة من أبرز الوجوه الإعلامية الفلسطينية، وغطّت اقتحامات الاحتلال لمحافظات الضفة إبان انتفاضة الأقصى وحصار الرئيس الشهيد ياسر عرفات، وأحداث انتفاضة القدس، وأحداث الأقصى، ومعركة "سيف القدس"، كما غطّت أحداثًا خارج فلسطين لصالح قناة الجزيرة.
وأكدت شبكة الجزيرة الإعلامية القطرية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اغتالت مراسلتها أبو عاقلة عمدًا.
وقالت الشبكة في بيان إنه: "في جريمة قتل مفجعة متعمدة تخرق القوانين والأعراف الدولية أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي وبدم بارد على اغتيال مراسلتنا شيرين أبو عاقلة".
(صفا)