ظاهرتان مع شيرين أبو عاقلة
كان واضحًا توجه الرأي العام العربي الرسمي والشعبي تجاه استشهاد النموذج الإعلامي النسائي البطولي! فالمستوى الرسمي قام بردود فاترة جدًا بل وغائبة، وكان هذا متوقعًا! والإعلام الرسمي العربي كان غائبًا بالكامل!
والإعلام الخليجي باستثناء الجزيرة كان غائبًا! وهذا متوقع! فقد قلق الرسميون من الحدث لما سيسبِّبه لهم من إحراج أمام أصدقائهم الإسرائيليين وأمام الرأي العام العربي! بينما الرأي العام العربي الشعبي انحاز بفخر
للشهيدة والشهادة وفلسطين!
لولا ظاهرتان مؤلمتان أعقبتا استشهاد البطلة شيرين:
الأولى: استنكار فئة جاهلة إطلاق لقب شهيدة أو يرحمها الله، وهذه الفئة معروفة القيم والمصدر مع أن الجهل سمتها، لكن ما يؤسف له أن مدّعين أنكروا هذه الظاهرة رغم سعتها وتكرارها، وأنّ مدعين أو"لا اسم لغوي أخلاقي" لهم عندي: نسبوا هذه الظاهرة إلى السفارات الأجنبية أو الحاقدين على الإسلام!
أما الظاهرة الثانية فهي ممن لم أجد لهم اسمًا استنكروا تحويل الجنازة إلى مظاهرات ومواجهات مع الاحتلال مبررين ذلك باحترام الجنازة!! وكأنهم صوت الحكمة والخبرة واحترام الشهيدة! قد يكونون ممن شاهدوا حقد إسرائيل ومحاولتهم إسقاط النعش، ولأمرٍ ما حملّوا المشيعين مسؤولية رد الفعل الصهيوني، ولما اشتد الأمر قالوا: هذا رأينا ولكم رأيكم!
بعيدًا عما حدث، حين تناقش
موظفًا مدنيًا كبيرًا سابقًا أو غير مدني تشعر بالحاجة إلى تعليم
الفهم وليس مجرد التفكير!
فهم يناقشون بجهل وربما بمداقرة! واليوم خطر ببالي
أن الفقر التعليمي ليس مقتصرًا على الطلبة الصغار بل إنه ممتد
لكبار سطحيين يدعون خبرة استراتيجية!
نعم نحتاج إلى تعليم الفهم والحوار ومعنى الرأي ومحو فقر التعلم لدى الأدعياء!