زيادة وأبو سلمية.. معلمتان من غزة تظفران بجائزة عربية عريقة



ظفرت المعلمتان رنا زيادة، ونجوى أبو سلمية من قطاع غزة بلقب "المعلم المبدع" في جائزة خليفة التربوية على مستوى الوطن العربي.

وتنبع أهمية الجائزة في صعوبتها ودقة معاييرها، حيث يتم تحكيم الأعمال المتقدمة للمنافسة عبر تسعة معايير، ويجب على كل معلم تقديم أعمال منفردة خاصة بكل معيار؛ وهو ما يزيد من صعوبتها، ويكشف الجهد الذي بذلتاه المعلمتان كي تحصدانها بكل جدارة واستحقاق.

وجاء إعلان فوز أبو زيادة وأبو سلمية بالجائزة العربية العريقة في دورتها الـ15، حيث تمّ الإعلان عن نتائجها يوم الجمعة في دولة الإمارات العربية، وأطلق عليها اسم "جائزة المعلم المبدع".

اشتراطات صعبة وفوز مستحق

المعلّمة زيادة (42 عامًا) التي تعمل في مدرسة الزهراء الثانوية للبنات التابعة لمديرية شرق غزة، قالت في حديث لوكالة "صفا": "إنّ للجائزة معايير عالية تشترط القيام بأعمال إبداعية وإنجازات خلال العامين الأخيرين فقط، كما تشترط وجوب سرد العمل المذكور مثبتًا بالشهادات والدلائل".

وتوضح زيادة أنّ الجائزة تركّزت هذا العام حول "المعلم المبدع"، مبيّنة أنّها تقدمت بأعمال إبداعية في تسعة مجالات منها القيادة التربوية والتنمية المستدامة والأبحاث وغيرها.

وتلفت إلى أنّ التحكيم في الجائزة جاء وفق المعايير التسعة المطلوبة من القائمين على الجائزة؛ ما جعل خوض المنافسات صعب ويحتاج لجدارة.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تحصل فيها المعلّمة زيادة على جائزة عربية، فقد سبق وأن حصدت جوائز خلال أعوام ماضية، منها حصولها على لقب أفضل معلمة فلسطينية على مستوى العالم العربي عام 2017، وجائزة المرأة المبدعة في مجال التعليم من وزارة شئون المرأة عام 2019، ودخولها ضمن قائمة أفضل 50 معلم على مستوى العالم عام 2019، وجائزة مؤسسة التعاون للمعلم المتميز عام 2020.

وبالرغم من أنّ هذه الجوائز تؤهل زيادة لأن تتقلد مناصب كبيرة في السلك التعليمي، إلا أنها تُصر على الاحتفاظ بعملها كمعلمة.

وعن هذا تقول "أنا أؤمن أن عملي كمعلمة واحتكاكي بالميدان هو أفضل ما أقدمه للمجتمع، هذا على الرغم من أنني تقلدت عدة مناصب عقب حصولي على جوائز".

وتجزم بالقول "عملي مع الطلاب هو دوري الذي فيه الفائدة والذي يميزني عن باقي الأعمال".

وكلّف وكيل وزارة التربية والتعليم زيادة برئاسة "مركز فلسطين لصناعة العقول" في قطاع غزة، كما أنّها عضو ضمن لجنة إقرار الجوائز التربوية، إلى جانب قيامها بأعمال أخرى تكلّفها بها الوزارة.

أهمية كبرى

أمّا المعلمة أبو سلمية (43 عامًا)، فتوضح أنّ هذه هي المرة الأولى التي تتقدّم بها للمشاركة في المسابقة العربية، وقد كُلّلت محاولتها بالنجاح بعدما ظفرت وزميلتها زيادة بلقب "المعلم المبدع".

وتوضح لوكالة "صفا"، أنّها قدّمت أعمالًا إبداعية في تسعة مجالات خاضعة لتسعة معايير أيضًا، مضيفة أنّ "هذا ما جعل خوض المنافسة بحاجة لجهد وثقة بالفوز".

وتضيف "على مستوى الوطن العربي يشكل هذا اللقب لي أهمية كبرى، فهو لقب للمعلم المبدع المتميز الشغوف في ٩ مجالات متنوعة".

وتبيّن أبو سلمية أنّها قدّمت أعمالًا للمسابقة ضمن مجالات الكفايات التدريسية، والتعلم المستدام، والتعلم عن بعد، والتنمية المهنية المستدامة، والدراسات والبحوث والتواصل والشركات المجتمعية والولاء والانتماء والمواطنة والقيادة والشهادات العلمية.

وتصف المنافسة أنّها "كانت كبيرة، لكن بفضل الله طريقة العرض كانت مميّزة، والمحتوى مرتب وجذاب والأعمال متنوعة محليًا وعالمياً".

وأشادت وزارة التربية والتعليم بفوز المعلّمتين زيادة وأبو سلمية بالجائزة التربوية العربية العريقة وتحقيقهما لقب "المعلم المبدع"، مؤكّدة أنّ نجاحهما في المسابقة يعدّ إنجازًا مُهمًا ونوعيًا.

صفا