مشاركون في مؤتمر "الصحافة تحت الرقابة" يؤكدون أهمية تطوير التشريعات المقيّدة للحريات
أكد مشاركون في مؤتمر "الصحافة تحت الرقابة الرقمية"، الذي نظمته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، اليوم الأحد، في عمان، أهمية ثقافة الوعي بالتعامل مع الصحافة الرقمية، وضرورة تطوير التشريعات بما يخدم صون الخصوصيات والمحافظة على الحريات وتقصي مصداقية الخبر.
وفي الجلسة الافتتاحية التي شارك بها وزير الدولة لشؤون الإعلام فيصل الشبول، قالت ممثلة "اليونسكو" في الأردن، مين جيونغ كيم، إن اليوم العالمي لحرية الصحافة يعتبر تذكيراً بضرورة احترام حرية الصحافة، ويوم تفكير للإعلاميين في قضايا حرية الصحافة وأخلاقيات المهنة.
وأثنت على جهود وشجاعة الصحافيين في إظهار الحقائق، لافتة إلى القتل الوحشي الذي تعرضت له الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، معتبرة ذلك "قتلاً لصوت الحقيقة".
وأشارت كيم، في جلسة المؤتمر الذي يأتي في سياق الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، إلى أن 2150 صحفياً وإعلامياً قتلوا خلال الـ30 عاماً الماضية، بحسب لجنة حماية الصحفيين في المنظمة.
ودانت سفيرة السويد لدى الأردن، ألكسندرا ريدمارك، في الجلسة، مقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، مطالبة بتحقيق فوري حيال الظروف التي أدت لذلك.
وأشارت إلى أهمية استخدام الصحافة الاستقصائية التي تساعد المجتمعات على كشف الحقائق، مشيدة بأهمية مؤتمر اليونسكو المنعقد في عمان، وما يناقشه من قضايا مهمة.
وشارك في الجلسة الأولى من المؤتمر، والتي حملت عنوان: "اتجاهات السلامة الرقمية للصحفيين: تحديد التحديات والفرص"، الصحافيان رندة حبيب، ورئيس تحرير الموقع الإخباري "جو 24" باسل العكور، والخبير ومستشار التحول الرقمي في شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج) خالد وليد.
واستعرضت حبيب تجربتها في العمل الصحفي على امتداد عقود في إذاعة مونت كارلو ووكالة الصحافة الفرنسية (إيه إف بي)، لافتة إلى العديد من التحديات والصعوبات التي واجهتها، وأشكال الخطر التي تعرضت لها، كما تحدثت عن وضع الحريات الصحفية في المنطقة العربية.
بدوره، أكد العكور أهمية أن يطور الصحافي من أدواته ومعارفه ليتقدم في مهنته، وليواجه به عالم التحدي الرقمي للاستمرار في هذه المهنة.
وأشار إلى العديد من المحددات التي تناصب مهنة الصحافة والصحفيين العداء في المنطقة العربية من خلال التعليمات التي تحاصر حرية عملهم وتستهدف تجفيف منابع تمويلهم.
وفي رده على سؤال حول التمويل الأجنبي من المنظمات أو حكومات الدول الأجنبية، أبدى عدم حماسه لهذا النوع من التمويل الذي يتغافل عن الموضوعات الأساسية، ويركز على تفاصيل ومسائل فرعية لا تشكل ثقلا كبيرا في قضايا مهنة الصحافة أو أي ظاهرة وقضية لدى المجتمعات المحلية في المنطقة العربية، معتبرا أن هذا التمويل يعد أيضا من أبرز التحديات التي تواجهها قضايا الصحافة العربية.
من جهته، أكد المستشار الرقمي في شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج) أهمية امتلاك الصحفي ثقافة الوعي، والمعرفة بالأدوات الرقمية، والتقنيات الرقمية وتقييم المحتوى، لافتا إلى أهمية وجود كلمة السر واستخدام تطبيقات لحماية المحتوى والتشفير، وقدرة التحكم بالجهاز فيما إذا تعرض للسرقة من خلال تطبيقات وتقنيات معينة.
واستعرض عددا من التطبيقات والتقنيات الرقمية المفيدة للعاملين في مهنة الصحافة والمهن الإعلامية، والتي تسهم في الحماية من الاختراقات.
وفي الجلسة الثانية، التي حملت عنوان: "حماية الصحافيين: تحديد المسؤوليات وأفضل الممارسات والمعايير العالمية والمستقبل"، لفتت مستشارة حقوق الانسان للأمم المتحدة في الأردن، كريستينا مينيكي، إلى التحديات التي أثارتها التقنيات الرقمية من منظور حقوق الإنسان، مشيرة إلى إحصائيات لمنظمة الأمم المتحدة عن المضايقات والإغلاقات التي تعرضت لها الصحافة الرقمية في عدد من دول العالم.
واستعرضت الأدوار والمهام التي يقدمها مكتب المنسق المقيم لحقوق الإنسان لمنظمة الأمم المتحدة في عمان لمساعدة الصحافيين.
وقالت عميدة معهد الإعلام الأردني، الدكتورة ميرنا أبو زيد، إن المعهد اعتمد الأدوات الرقمية في برامجه المتعلقة بالتعليم الصحفي، مشيرة إلى أن المعهد يسعى لاعتماد مقرر محو الأمية في السلامة السيبرانية، باعتباره أمرا ضروريا، مشيرة إلى أهمية الدفع بأكثر من اتجاه لاعتماد هذا المقرر لتأهيل الصحفيين.
ولفتت إلى أن ترهيب الصحافة له انعكاس على حركة المجتمع وقضاياه، مؤكدة أهمية بناء الوعي من أن الصحافة خدمة للمجتمع.
واستعرض عضو مجلس المفوضين لهيئة تنظيم قطاع الاتصالات المفوض بلال الحفناوي التطور الكبير والواسع في قطاع تقنيات الاتصال من حيث نقل الحدث بالصورة والكلمة الفوري والمباشر.
وتحدث عن العديد من وسائل الاتصال الحديثة، ومنها عبر الاتصال المباشر والأقمار الاصطناعية ونقل المعلومة والصورة عبر الهاتف المنقول والبث المباشر وأدواته.
ولفت الحفناوي إلى أهمية موضوع الأمن السيبراني، مؤكدا أن الأهم من معرفة تقنياته هو الوعي بثقافة الأمن السيبراني.
وأكدت عضو مجلس النواب الأردني، دينا عوني البشير، أن الدستور الأردني كفل في المادة 19 حرية التعبير، كما كفل حرية الصحفيين بالتعبير وحق النشر، لافتة إلى أن التشريعات الأردنية تسعى لمواكبة التطورات التقنية.
وشددت على أن يكون الصحفي مدركا لحقوقه وواجباته بخصوص حق الحصول على المعلومة، مشيرة إلى أن مجلس النواب لديه لجنة مختصة تعنى بالتعاطي مع الصحفيين وقضاياهم.
وقالت البشير إن هناك العديد من أعضاء مجلس النواب جاءوا من خلفيات إعلامية، وهم معنيون بتطوير التشريعات لصالح حرية التعبير وحماية المعلومات، دون تداول معلومات غير صحيحة، مؤكدة أهمية وضع عقوبات على الأشخاص الذين ينشرون معلومات خاطئة.
** فيديو أسفل المساحة الإعلانية..
(بترا)