الفوسفات حين كان ذهب الأردن
من تعايشوا مع مراحل عمل شركة الفوسفات الأردنية قبل خصخصتها يذكرون أهميتها الكبرى بالنسبة للاقتصاد الوطني وتنمية المجتمعات المحيطة على وجه التحديد بمناطق التعين .
ومنذ تأسيس شركة الفوسفات الأردنية منذ في عام 1949 كشركة وطنية وحتى الآن عمل فيها عدة الآف من المواطنين الأردنيين وكان عمل كثيرين منهم فيها سببا رئيسيا في حياة العز التي عاشها الأولين ( بنوا المنازل ودرسوا أولادهم وعملوا المشاريع لتعينهم بعد تقاعدهم ) وتجاوز عدد من كانوا يعملون فيها في وقت واحد قبل خصخصتها أكثر من 3200 شخص والتي يُديرها الآن ويعمل فيها أقل من الف شخص .
وقبل خصخصتها كانت المعين الإقتصادي الأول للدولة حيث تميل عليها الحكومات لتوفير رواتب موظفيها ( ويا سقا الله على تلك الأيام حين كان الفوسفات ذهب الأردن ) .
مناسبة الحديث ما اعلنه وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة مؤخرا عن اكتشاف مناطق جديدة تكتنز كميات ضخمة من خام الفوسفات ضمن المرحلة الأولى من عمليات الاستكشاف التي تستهدف ما مساحته 3000 كم2 وما تم اكتشافه بحسب الخرابشة يأتي ضمن المرحلة الأولى من عمليات الإستكشاف وتحديدا في منطقة الرويشد شرق المملكة ضمن مساحة 62 كم2 فقط والذي قدره بنحو نصف مليار طن متري المناسب للصناعات التحويلية .
يعي الخبراء والمختصين ان شركة الفوسفات بوضعها الحالي ونتيجة لخصخصتها ودخول شركاء أجانب لم تعد فائدتها كما كانت قبل ذلك لا من حيث حجم العمالة فيها الذي اصبح بحدوده الدنيا ولا من حيث دورها في تنمية المجتمعات لبناء المرافق التي تحتاجها المناطق المحيطة بمواقع تعدينها وكذلك لم تعد رافدا رئيسيا لخزينة الدولة حين تدلهم الخطوب كما فعلت حين عجزت حكومات سابقة عن توفير رواتب موظفيها اضافة الى أن الامتياز الممنوح لها لم يتم بموجب قانون كما تنص على ذلك ( المادة 177 ) من الدستور ثم ان المناطق المسموح لها بالتعدين فيها محددة ومعروفة مساحاتها ومحددة كذلك فترة تفردها بالتعدين وهي بالتالي شركة مساهمة كباقي الشركات ما يهم مساهميها سوى تحقيق الأرباح بالدرجة الأولى .
خلاصة القول ان الثروة الجديدة التي تم اكتشافها هي من حق الشعب وعلى صاحبة الولاية ان تُحسن استثمارها بما يعود بالخير على الدولة بكافة مكوناتها ولا أفضل والحالة هذه من التشجيع على تأسيس شركة وطنية تحصل على امتياز التعدين في مناطق الاستكشاف الجديدة .
تبقى ملاحظة قد لا يدركها البعض ان اعمال التعدين التي تجري حاليا في مناطق امتياز شركة الفوسفات تقوم بها شركات خاصة لأردنيين وبالأمكان الإعتماد على خبراتهم الطويلة والمتميزة في تشجيعهم ليكونوا شركاء في تأسيس الشركة الوطنية الجديدة .