كيف سارت العاصفة الترابية الضخمة التي أثرت على 7 دول عربية؟
تتنقّل العاصفة الترابية الضخمة بين عدة دول عربية في الشرق الأوسط منذ مساء الأحد، حيث تتسبب بوفيات وحالات اختناق، بالإضافة إلى إرباك وتعطل في مظاهر الحياة، فكيف بدأت العاصفة الترابية وكيف أثرت على الدول العربية؟
سبب تشكل العاصفة الترابية
بدأت العاصفة الترابية عندما اندفعت كتلة هوائية باردة في طبقات الجو العليا نحو شرق القارة الأوروبية عملت على هبوب رياح شمالية غربية قوية السرعة ومصحوبة بهبات شديدة لامست حاجز الـ100كم/ ساعة على شرق الأراضي السورية.
وبحسب موقع "طقس العرب”، فإنه وبسبب تفكك التربة الناتج عن قلة هطول الأمطار، تكونت عاصفة رملية جدارية ضخمة في دير الزور شرقي سوريا مساء وليل الأحد (15 أيار/ مايو)، وتحركت مع الرياح الشمالية الغربية إلى كافة مناطق العراق والكويت فجر ونهار الاثنين.
وأكملت العاصفة طريقها اليوم الثلاثاء، نحو شرق ووسط السعودية، ولاحقاً إلى قطر والبحرين وبعض المناطق الساحلية والداخلية من الإمارات.
سوريا: وفيات ومئات حالات الاختناق
أفادت مصادر طبية سورية بوفاة 10 أشخاص (أغلبهم في محافظة دير الزور وبينهم ثلاثة أطفال) وإصابة المئات بحالات اختناق، جراء عاصفة الغبار التي ضربت مناطق شمال شرق سوريا، ومنها محافظات دير الزور والرقة والحسكة ليل الأحد.
وأكدت المصادر أن المستشفيات والمراكز الطبية في عموم مناطق شرق سوريا استقبلت أكثر من 500 إصابة وأن المئات من الذين تعرضوا لأزمات صحية وتنفسية لم يستطيعوا الوصول بسبب انقطاع الطرق جراء العاصفة الغبارية التي استمرت حتى ساعات الصباح الأولى من يوم الأحد.
كما أدت العاصفة الترابية إلى أضرار مادية كبيرة في المحاصيل الزراعية، وخصوصا القمح والشعير والقطن، وأدت إلى انهيار جدران منازل في مدن الرقة ودير الزور وانهيار أبراج كهرباء في محافظة الحسكة.
وانقطع التيار الكهربائي عن محافظة الحسكة جراء الرياح الشديدة التي أدت إلى تضرر الخط الرئيسي الذي يغذي مدن وأرياف المحافظة.
العراق: إرباك وتعطّل مظاهر الحياة
اجتاحت العراق يوم أمس الاثنين (16 أيار) عاصفة ترابية جديدة والثامنة من نوعها منذ منتصف شهر نيسان/ أبريل الماضي التي تضرب العراق الذي يعاني تصحّرًا وجفافا شديدا، وقلة في الأمطار تأثرًا بتغيّر المناخ.
وغطت سماء العاصمة بغداد بغمامة سميكة من التراب، واكتست المدينة بلون الغبار البرتقالي هي ومدن عراقية أخرى بينها النجف في الجنوب، والسليمانية في الشمال، وتغطّت أسطح البنايات والسيارات في أنحاء البلاد بالغبار البرتقالي الذي وجد طريقه أيضا إلى داخل المنازل.
وتقلّص مدى الرؤية إلى 300 متر فقط في مطار بغداد، ما اضطر السلطات إلى إغلاق المجال الجوي وتعليق الرحلات، وإغلاق المطارات في النجف والسليمانية أيضا.
وأمرت السلطات العراقية في سبع من إجمالي 18 محافظة بإغلاق المكاتب الحكومية، حيث باتت الحركة متعذرة بسبب العاصفة الترابية الشديدة التي ضربت البلاد، وأغلقت المدارس في أنحاء العراق أبوابها، كما أرجئت امتحانات الفصل الدراسي الثاني إلى يوم الثلاثاء سواء في المدارس أو الجامعات، وبقيت الوحدات الصحية في أنحاء العراق تستقبل مئات المصابين بحالات اختناق.
السعودية: حالة من الإرباك وأجواء مغبرة في المناطق الشرقية والوسطى
تأثر العديد من مناطق السعودية بموجة من الغبار الكثيف، شملت مدنا رئيسية كالدمام والرياض، ما أدى إلى تدني مدى الرؤية الأفقية، وتسبّبت موجة الغبار الكثيف بحالة من الإرباك لأولياء الأمور والأسر، حيث اضطر بعضهم لاتخاذ قرار تعليق الدراسة على أبنائه، وخاصة الذين يعانون مشكلات صحية في التنفس وغيرها.
وحذّرت وزارة الصحة مرضى الربو والأطفال وكبار السن ومرضى القلب، من موجة الغبار الحالية التي تشهدها عدة مناطق، مشيرة إلى ضرورة اتباع طرق الوقاية لتفادي الأزمات التنفسية.
الكويت: توقف حركة الملاحة الجوية والبحرية
أعلنت الإدارة العامة للطيران المدني بدولة الكويت الاثنين، عن توقف حركة الملاحة الجوية في مطار الكويت الدولي مؤقتا بسبب حالة الغبار التي اجتاحت البلاد، على أن يتم جدولة مواعيد الرحلات والعودة إلى حركة الطيران الطبيعية فى المطار فور تحسن الرؤية.
كما أعلنت الحكومة الكويتية أنها أوقفت حركة الملاحة البحرية مؤقتا في 3 موانئ بسبب العاصفة الترابية، وتم تعليق الدراسة في الكويت ليوم الثلاثاء بسبب سوء الأحوال الجوية، بعدما شهدت البلاد عاصفة ترابية شديدة حجبت الرؤية عن المارة.
قطر والبحرين: أجواء مغبرة وانخفاض مدى الرؤية
أدت الكتلة الغبارية التي وصلت إلى قطر والبحرين آخر ساعات ليل الاثنين، إلى انخفاض الرؤية الأفقية، مع إصدار تحذيرات لرواد الطرق ومرتادي البر والبحر من الرياح القوية والرؤية الأفقية المتدنية مع ضرورة الالتزام بضوابط القيادة الآمنة مع غلق النوافذ والحفاظ على مسافة أمان كافية وعدم مزاولة أي نشاط بحري خلال هذه الفترة.
كما أصدرت تحذيرات صحية من تأثيرات الغبار والرياح الرملية، لضمان عدم التعرض إلى مشاكل صحية، خصوصا لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية الأنف والجيوب الأنفية، والأمراض التنفسية المزمنة وأمراض العيون.
الإمارات: أجواء مغبرة وتدني مدى الرؤية الأفقية
تتأثر الإمارات اليوم الثلاثاء بكتلة الغبار بشكل تدريجي، بدأت على الغرب وتمتد إلى المناطق الساحلية والداخلية، ويخف الغبار تدريجياً غدا الأربعاء مع استمرار الرياح الشمالية الغربية المثيرة للغبار والأتربة وتؤدي إلى تدني مدى الرؤية الأفقية أحيانا إلى أقل من 1000 متر أحياناً على الجزر وبعض المناطق الساحلية والداخلية، لا سيما الغربية.