الأردن-الدور المحوري، يفرض نفسه



يميل بعض الساسة أحياناً لتعظيم المساحة الجغرافية التي تشغلها دولة ما، على حساب مفهوم " الدور السياسي"، هذا الأمر الذي يجعلهم في اشتباك دائم مع حقائق واضحة للعيان وبها من الجلاء ما يكفي، لكي يراها حتى الذي " لا يرى من الغربال"،وفي أردننا الحبيب خير مثال وشاهد على ذلك.

دأبت الدولة الأردنية منذ نشأتها على تعزيز مفهوم "الدور" وتدعيمه بأوراق مهمّة، فلم تكن الدولة الأردنية في يومٍ من الأيام مهووسة أو تُعاني من نهم التَّوسع الجغرافيّ، مما مكّنها من التركيز فقط على تدعيم الدور السياسي الخاص بها، وإبقاءه قويّ وصاعد ومستمر، وحامل لصفتيّ الديمومة والمرونة.

هذا الأمر الذي استدعى اهتمام الدولة بكافة مقوماتها، فرضته عوامل كثيرة، أهمها أن الأردن كان على الدوام محط استهداف وطمع، فكان دوماً في حالة استنفار وترقب، فكان في حالة حرب مع إسرائيل من جهة، ومن جهة أُخرى مؤامرات تُحاك ضده، من قِبَل بعض الدول في الإقليم والعالم، وغيرها من هذه الأمور التي جعلته في وضعٍ فرض عليه تعزيز الدور السياسي الخاص به بأقصى قدرة ممكنة.

يمكننا اليوم ملاحظة قوة هذا الدور من خلال النظر لتأثير رأي الدولة الأردنية في أروقة صنع القرار في العالم أجمع، وأيضاً من خلال الاحترام والتقدير الذي يلقاه الأردن ويتميز به في المحافل الدولية وغيرها،
بالأمس القريب غادر جلالة الملك عبدالله الثاني في رحلة عمل الى الولايات المتحدة الأمريكية، لاحظنا في هذه الزيارة قوة الأردن هناك، فلقد أوضح لصناع القرار وأبدى جلالة الملك الرفض الأردني للتعديات الاسرائيلية التي تمس المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس على حدٍ سواء.

ربما تغيب هذه الحقائق البيِّنة عن الذين يصطادون في الماء العكر، فعلى الدوام كان الأردن بفضل الله قويّ وصامد، فبحنكة وحكمة القيادة الهاشمية وبتضحيات الرجال الرجال، تجاوز الأردن الكثير من الصعاب، مبرهناً للجميع مدى صلابته وصبره وصموده، رغماً عن أُنوف الذين أتقنوا لغة التخريب والتدمير.

وأقتبس في النهاية من الشاعر اللبناني سعيد عقل ما قاله في الأردن حين وصفه وصفاً بليغاً حكيماً وصادقا :

أردُنُّ أرضَ العزمِ أغنيةَ الظُّبا
نبتِ السُّيوفُ وحدُّ سيفِكّ ما نَبا

في حجمِ بعضِ الوردِ إلّا أنَّهُ
لكَ شوكةٌ ردَّت إلى الشَّرقِ الصِّبا.