اغتيال أبو عاقلة.. واشنطن تجدد دعوتها لتحقيق شامل وحراك في الكونغرس لكشف الملابسات

جددت الخارجية الأميركية دعوتها لإسرائيل لإجراء تحقيق شامل وشفاف في قتل مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، وشددت على ضرورة أن يتضمن التحقيق تحديد المسؤول عن القتل.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، الجمعة، إن الولايات المتحدة كررت دعوتها لإجراء تحقيق "شامل وشفاف" في قتل الصحفية الفلسطينية-الأميركية شيرين أبو عاقلة، مشددا على أن مثل هذا التحقيق ينبغي أن يتضمن تحديد المسؤول عن القتل.

وفي السياق، قال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي إن اللقاء بين وزيري الدفاع الأميركي لويد أوستن ونظيره الإسرائيلي بيني غانتس تطرق إلى مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة.

وأضاف كيربي ردا على سؤال لمراسل "الجزيرة" أن أوستن رحب بإعلان إسرائيل نيتها إجراء التحقيق، مشيرا إلى أن واشنطن تريد أن يكون هذا التحقيق شاملا وشفافا.

بدوره، أكد ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن المنظمة الدولية لا تزال تدعو إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف في مقتل مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، وذلك عقب إعلان الشرطة العسكرية الإسرائيلية عدم فتح تحقيق جنائي في مقتلها.

وأوضح دوجاريك أن الأمانة العامة للأمم المتحدة تحتاج تقليديا إلى تفويض من هيئة تشريعية أممية كي تشارك في أي تحقيق بشأن الحادثة.

حراك في الكونغرس
ووقّع 56 من أعضاء الكونغرس رسالة تطالب السلطات الأميركية بإجراء تحقيق في مقتل الزميلة شيرين أبو عاقلة.

وقد أعرب أعضاء الكونغرس في رسالتهم عن قلقهم العميق إزاء مقتل شيرين، وطالبوا بحماية الصحفيين في كل أرجاء العالم مهما كلف الأمر.

وقال الأعضاء في الرسالة إن وزارة الخارجية وصفت مقتل شيرين بأنه إهانة للصحافة ورحبوا بالتصريحات والإجراءات التي اتخذتها الوزارة حتى الآن دعما لإجراء تحقيق دقيق.

كما طالبوا وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومدير مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" (FBI) كريستوفر راي بإجراء هذا التحقيق نظرا لما وصفوه بهشاشة الوضع في المنطقة وتضارب الأنباء بشأن مقتل شيرين.

وحث أعضاء الكونغرس السلطات الأميركية على الحفاظ على القيم التي بنيت عليها أميركا، ومن بينها حقوق الإنسان والمساواة بين الجميع وحرية التعبير، وقالوا إن من واجب السلطات حماية الصحفيين الأميركيين في الخارج.

من جهتها، قالت النائبة الديمقراطية ألكساندريا أوكازيو كورتيز إن الصحفية شيرين أبو عاقلة قتلت برصاص القوات الإسرائيلية، ولا يمكن السماح بحصول هذا الأمر باستخدام الموارد الأميركية وأموال دافعي الضرائب.

وأكدت أوكازيو، في فيديو نشرته عبر حسابها في إنستغرام، أن المطالبة بحقوق الإنسان للفلسطينيين ليست معاداة للسامية.

اتهامات فلسطينية
وفي الجانب الفلسطيني، جددت الخارجية الفلسطينية اتهامها إسرائيل بمحاولة التهرب من تحمل المسؤولية في قتل الزميلة شيرين أبو عاقلة.

وقال أحمد الديك المستشار السياسي لوزير الخارجية الفلسطيني إن إسرائيل تحاول التهرب من تحمل المسؤولية عن إعدام الشهيدة شيرين أبو عاقلة، وأكد الديك -في مقابلة سابقة مع الجزيرة- أن السلطة الفلسطينية لن تسلّم جيش الاحتلال أي دليل يتعلق بإثبات أنهم ارتكبوا هذه الجريمة البشعة، حسب وصفه.

وتساءلت بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة، في تغريدة على تويتر، عمن سيحاسَب على مقتل شيرين أبو عاقلة مع قرار الجيش الإسرائيلي عدم التحقيق في مقتلها؟!

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن رفضه فتح تحقيق جنائي في ظروف اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة.

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" (Associated Press) عن مصدر عسكري أن الجيش الإسرائيلي حدّد البندقية التي يحتمل أن تكون قد أطلقت منها الرصاصة التي قتلت مراسلة الجزيرة، الزميلة شيرين أبو عاقلة.

ولكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي قال إنه لا مجال في الوقت الراهن لفتح تحقيق بشأن ظروف مقتل أبو عاقلة.

ووصفت منظمة العفو الدولية قرار إسرائيل عدم التحقيق في اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة بأنه انتهاك للقانون الدولي، وأشارت إلى أن امتناع الاحتلال عن التحقيق انتهاك إضافي لحق شيرين في الحياة، كما وصفت القرار الإسرائيلي بأنه انتهاك واضح لالتزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي.

استهداف مباشر
وأكدت مقاطع مصورة ما جاء في شهادة الصحفي مجاهد السعدي الذي كان أحد المرافقين للزميلة شيرين أبو عاقلة. وكان السعدي قد تحدث للجزيرة عن استهداف قوات الاحتلال بشكل متعمد فريق الصحفيين، الأمر الذي أدى إلى اغتيال شيرين. ولم يكن هناك في الفيديو أي مظاهر لاشتباكات فيما كان فريق الصحفيين يسير بشكل اعتيادي في الشارع.

وقال مراسل الجزيرة إن تحقيق النيابة العامة ومعهد الطب العدلي الفلسطيني كشف أن الرصاصة التي قتلت الزميلة شيرين أبو عاقلة تستخدمها قوات الاحتلال الإسرائيلي فقط.

المصدر : الجزيرة