خليل بنات أستاذنا النهر الدافق
حين كنا يافعين في مدرسة السلط الثانويه 1975 دخل " الاستاذ خليل بنات " استاذ اللغه العربية , كان فارع الطول عظيم المنكبين مهابا واضح الصوت عميق الدلالة موسوعي يتدفق ...
يأخذك من بيت شعر الى حكمة الى نقائض الشعراء يحفظ الشعر وينسبه وهكذا كان يرحل بنا من جمال الى جمال الى خطبة وكنا نجله ونوقره كما كان جيلنا يجل معلميه ....
كلن معلما متميزا فياضا يعطي ويعطي من عقله ولسانه ويديه ... لا يحمل عصا وتكفيك منه نظره لتدرك ان " المهابه امامك "
ينطلق كحصان جموح يتدفق يحكي يهدر ولكل مقام مقال عيناه تبرقان وترعدان وأكثر ما نريده منه التبسم هذا من مهابته والكل صموت ....
كان يعطينا درسان إضافيان قبل الدوام لنا كلنا فقيرنا وصغيرنا ...
وهو أول من عزز فكرة البرلمان الطلابي فكان يرشح لنا عنوانا لنكتب عنه موضوع إنشاء ثم يعرضه احدنا ونتناقش ونتحاور وننتقد يعلمن اليات النقد البناء الموضوعي ونتعلم الرأي والرأي الاخر
كان النقاش يطول يجاورنا وندلف للسلط ويستمر الحوار طوال الطريق ....
عرفنا البلاغه والنقد والبيان واستخراج اللمسات البيانيه
طرح علينا فكره العمل الجاد وكتب لنا عنوانا " امة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تصنع لا تستحق البقاء "
تعلمنا منه
واغتسلنا من الجهاله ولعنا الجاهلين
تعلمنا الوفاء
انه واساتذتنا عناوين محفوره في الصوان
لهم ولصدقهم ووفائهم ورفعتهم التي لا يفيها قول ولا كلمات
بل انحناءة شكر يدوم وقبله على اياديهم الطاهره .....