وحدثوا عن مخدرات الحدود ولا حرج..
أحبط الجيش صباح اليوم مشكورا محاولة تهريب مخدرات من سوريا الى الاردن، قتل اربعة من المهربين واصاب اخرين، وضبط كميات كبيرة من المخدرات وسلاح ناري، وهو انجاز وطني عظيم لصد تدفق الافة القاتلة ، لكن لب المشكلة ليس هنا على الاطلاق.
اساليب التهريب التلقيدية التي تجري في مواجهة الجيش اساليب بدائية ساذجة ونادرة ايضا كالتي حدثت اليوم، ومصيرها الفشل كما ترون، ذلك ان التهريب الناعم والاكثر شيوعا تهريب آمن يجري بلا مخاطرة، وأدى لرفع نسبة ادمان الاردنيين الى 175% حسب آخر الاحصائيات، ولسوف تتجة النسبة صوب الارتفاع اذا ما استمرت احوال الحدود المتردية على ما هي عليه الان.
ارتفاع جنوني مفزع لان النسبة العالمية لارتفاع الجرائم سنويا لا تتجاوز 10%.
المجتمع الاردني يبدو مشوّها، والمعاناة تدور بسرية وصمت، والاسر الاردنية تتعرض للمهانة، وشخصيات مرموقة تخلت عن وقارها وانتهى بها المطاف لارتياد اماكن الترويج، والتعامل اليومي مع التجار لتأمين جرعة المخدر لبناتهم المدمنات خشية الانحراف والوقوع في احضان الباعة والمروجين واستغلال ضعاف النفوس . خمسون دينار سعر الجرعة اليومية الواحدة وتساوي غرام واحد من الهيروين.
المخدرات حديث الساعة هذه الايام، والحيرة تكبر وتتسع يوما بعد يوم، والمهم من الحديث يجري بهمس خوفا من الاقتراب من خطوط الاسئلة الحمراء، فالحدود مع سوريا محروسة من بابها لمحرابها بنشامى القوات المسلحة، ويتواجدون هناك بحالة احتراس صفا كالبنيان المرصوص، بيقظة تامة، وعيون مفتوحة ستة على ستة على مدار الساعة، وثمة تكنولوجيا متقدمة ترصد كل شارد وواردة، واجهزة متقدمة فائقة الدقة تكشف عصفور الدويري اذا اقترب او طائر مالك الحزين اذا حاول اجتياز الحدود.
لكن رغم ذلك كله، يستمر دخول المخدرات بكميات كبيرة من ذات الحدود، والكل بانتظار اجابة مستفيضة تتطابق مع الواقع عن الاسباب الحقيقة الكبرى عن خيارات التعاطي مع المعضلة التي أرهقتنا.