المسؤولون السابقون وفئاتهم
الأردن ينفرد بحالة فريدة وهي انقسام وانخراط للغالب من المسؤولين السابقين الذين شغلوا وعملوا بالوظيفة العامة في كافة السلطات وعلى من ترأس الهرم فيها بعد تقاعدهم أو احالتهم الى التقاعد أو مغادرتهم لمناصبهم الى ثلاث فئات، الفئة الاولى منهم وهي المعارضون لسياسيات المتبعة والفئة الثانية الملتزمون للصمت والمراقبون عن بعد والفئة الثالثة الناشطون والمنظرون، وكل هذه الفئات ومن ينتمي اليها لا يمانع من العودة لموقع المسؤولية في أي وقت، الا من رحم ربي حتى لا أظلم بالتعميم.
ما يستغرب أن المتابع للفئة الأولى والثالثة والقارئ والمستمع لهم يصاب بحالة هذيان وحالة من الارتباك ويسأل نفسه ومن يجلس بجواره خاصة في حال كان ذلك في محاضرة أو لقاء تلفزيوني أو اذاعي لأحدهم، هل هذا نفس الشخص الذي كان يشغل موقع المسؤولية، فالمنتمي للفئة الأولى المعارض يتحدث وكأن البلد في حالة خراب ودمار وأصبحت بمصاف الدول الفاشلة بعد خروجه من موقعه وأنه خلال فترة عمله في موقع المسؤولية لم تكن البلد كما هي عليها الآن وأنه كان يعمل ويحقق انجازا تلو انجاز، أما اليوم فالبلد تغيرت 360 درجة ويجب اصلاحها!.
أما جماعة الفئة الثالثة يكتبون ويحاضرون وينظرون دون ايجاد حلول وعندما تسألهم أين دوركم وأنتم في موقع المسؤولية يقولون كنا وفعلاً وحققنا وكأن الحال كما يقال كان قمرة وربيع خلال فترة عملهم وخدمتهم وهذا بالأصل لم يكن.
المواطن وحتى الشاب الذي يرغب بالمشاركة السياسية والعمل السياسي يرتبك من هذه المواقف علماً أنه لم يعد صعبا البحث عن أي معلومة، وبعد البحث يصل للمعلومة ويرى أن اغلب ما يقال هو فقط من باب التنظير وليس لإيجاد حلول فالواقع لم يتغير في الأردن منذ سنوات طويلة، وهو على ما هو عليه فلماذا اليوم اصبحنا ننتقد ونطالب بكذا وكذا علماً ان حق الكلام والتعبير لا يمكن مصادرته ومنعه وهو حق للجميع، وبذات الوقت المطالبة بالإصلاح والتطوير واجب على كل مواطن قبل المسؤول، ولكن على هؤلاء المسؤولين أن يحترموا عقولنا ويحاولوا الابتعاد، وافساح المجال حتى تتمكن اجيال جديدة من الانخراط والحصول على فرصة المشاركة، لمحاولة تصويب وتحسين الاوضاع على كافة الصعد والمستويات.