حاخام يهودي لمستوطن متطرف: هؤلاء الفلسطينيون ليسو كالعرب، انهم قوم اشداء ومخلصون لبلادهم!

 تداولت وسائل اعلام ومواقع تواصل اجتماعي مقطع فيديو يتضمن نقاش محتد بين حاخام يهودي ومستوطن صهيوني متطرف في احد شوارع مدينة القدس .. كان المستوطن مع حشد من المستوطنين الاخرين متجها الى باحات المسجد الاقصى للتحرش بالمرابطين هناك دفاعا عن المسجد الاقصى ويردد مع بقية مجموعته شعارات ك "الموت للعرب "و"العربي الجيد هو العربي الميت" .. الخ.

كان الحاخام يحاول اقناع المستوطن بعدم التحرش بالفلسطينين في المسجد الاقصى وقال له حرفيا: "ان هؤلاء الفلسطينين عند المسجد الاقصى ليسو كالعرب.. انهم قوم اشداء ومخلصين لبلدهم وقضيتها، ولن تتمكنوا من النيل منهم.. ونصح المستوطن الذي كان يتحاور معه بوقف مثل هذه التحرشات بالمسجد الاقصى لانها لا تخدم مصالح اسرائيل ولن تؤدي الى اية نتيجة.
لاحظ عبارة ان هؤلاء ليسو كالعرب.. انهم قوم اشداء مخلصون لبلادهم.. يعني العرب قوم ضعفاء وغير مخلصين لبلادهم، يعني "خونة". لقد لخص هذا الحاخام الحالة الكلية في كلمات محدودة، بالغة الدلالة (انهم لسيوا كالعرب، انهم قوم اشداء ومخلصين لبلادهم) .. والسؤال الذي يجب ان تواجهة الاجيال الحالية والقادمة هو، من أوصل الامة الى هذا الدرك الاسفل من السمعة؟ ومن تسبب في إهانة التاريخ؟.. ومن تسبب في وصم امة باكملها بالخيانة والتردي والضعف والانحطاط الانساني الوجداني والحضاري؟

الجواب على هذه التساؤلات ليس صعبا وليس سرا، ولا يتطلب بحثا وتعمقا لمعرفة الجواب. الكل كبيرا ام صغيرا رجلا ام امرأة متعلما ام اميا في طول المنطقة العربية وعرضها يعرف تماما الاجابة على هذه الاسئلة التي لم يتسنى لامة اخرى غير امتنا في التاريخ ان واجهت اسئلة مثلها تحط من القيمة وتعبث حتى بالمفردات الانسانية في وصفها، انها تراجيديا تاريخية ستظل الامم تقرأها في كتب تاريخ الامم والشعوب الى يوم القيامة.

ولكن بالمقابل، كانت الامة دائما ولادة للاحداث التاريخية المجيدة وكما تذكرت اجيالها جيلا بعد جيل ابي رغال وعبد الله الصغير والعلقمي وغيرهم من الخونة، اكاد اجزم ان الامة التي تبدو الان مخدرة وضعيفة تنهكها الاحداث ولا تكاد تستيقظ من سباتها حتى يتم حقنها بالمخدر لتواصل النوم وحتى يصبح هذا النوم ابديا.. يوما ما ستستيظ وعندها سيكون لكل حادث حديث..