زغاريد العبيد
لن تحرر الأوطان من عبودية البشر طالما الخوف يسيطر على شعبها فلا يضعف الإنسان إلا حرصه على الحياة والخوف من انقطاع الرزق وهذا ما يسمى الموت على قيد الحياة في الوقت الذي يخاف الطغاة من الموت أكثر
من المسلمين إلا أننا اعتدنا على أن نكون الضعفاء أمامهم نشدوا بهم بين الحين والآخر لك ينعمون في الرفاهية الدائمة على حساب جيوب البسطاء الذين كلما ارتفعت زغاريدهم لحقت بها ضريبة أصواتهم ولا زالوا لا يأبهون شيء لما يحملونه من قيم إنسانية على أرض قد بابت عجماء خرساء شمسها غائبتة الوجود لا إشراقة فيها بعد ما غاب عنها فرسانها الذين دافعوا وبكل قوة عن ارداتها المسلوبة٬ منها في وسط كل هذا الضباب المخيم على سمائنا ولكننا أدمينا رماحنا في صدورنا بدل من أن نغرسها في قلب عدونا مثلنا كمثل الجنود الذين شربوا من بحيرة جالوت فأصبحوا أعداء أنفسهم فيها حتى أضاعوا خيولهم وما بقي منها إلا حصان خشبي أجوف يظهر لنا على هيئة تمثال أو في لوحات من الخيال
رسمتها ريشة فنان بين الأغصان وعلى ضفاف الأنهار تجري الخيول مقيدة في إطارها الأسود الذي لا يتعدى حدود الطغيان لتبقى جياد بلا فرسان والمنافقون منا أصبحت أمانيهم مثل أماني أعدائهم يطبعون للفساد في تدمير البلاد موت حضاري ديمقراطي في فلسفة ارواقهم المتساقطة عوجا لا يستقيمون مع الكتاب فكيف نطرد هؤلاء اللئام وقد تعالت زغاريد العبيد ولا أعلم إن كانت سترد كرامة الإنسان أو أنها ستدافع عن
فارسها الحر الذي لم ينفرد في بالمسؤولية لوحده بل أشرك فيها الآخرين هذا الفتى الجيشي في إيمانه أسامة العجارمة والذي غدا من ضحايا المجد في ظلمة السجن والسجان والخوف والقهر فلا سلام مع الخوف والإذلال والإفقار
خلود العفيشات