مقال في هآرتس: الحرب الأهلية الإسرائيلية بدأت بالفعل
قال كاتب إسرائيلي إن مسيرة الأعلام التي شهدتها القدس هذا الأسبوع وما صاحبها من جدل داخل إسرائيل؛ تعد استمرارا وليس ذروة لعملية أدت في بلدان أخرى وفي أوقات أخرى إلى نشوب حروب أهلية.
ولفت زافي باريل -في مقال له بصحيفة هآرتس Haaretz الإسرائيلية- إلى أن عملية لي الذراع الدينية أو العرقية بين اليهود والعرب التي صاحبت هذه المسيرة لم تكن سوى عملية إحماء للصراع العنيف الذي يختمر بين اليهود أنفسهم.
وأضاف أن المتفائلين في إسرائيل ما زالوا ينظرون إلى حريق شوارع القدس على أنه صراع مع صهاينة متدينين له علاقة بتواريخ ومواقع بعينها، وكل ما على الدولة فعله هو أن تحرص على تأمين هذا الحدث.
وهو ما يعني -وفقا للكاتب- تعبئة القدس بآلاف الجنود وضباط الشرطة المجهزين وتحذير حركة المقاومة الإسلامية (حماس) واستجداء "زعماء الجالية العربية"، بما في ذلك الأردن، وبذلك ستنجح إسرائيل في "تأجيل سيناريوهات الرعب حتى التاريخ المقدس التالي".
وهناك -حسب باريل- من هم ببساطة "سذج" يعتقدون أننا إذا تمكنا فقط من تحييد عضو الكنيست إيتمار بن غفير والقضاء على منظمة ليهافا اليمينية المتطرفة؛ فسنكون قادرين على التحكم في هذه البكتيريا الآكلة للحوم وستستمر الحياة كالمعتاد، وهؤلاء يقولون اليوم تعليقا على هذه المسيرة "انظروا لم يكن هناك سوى عدد قليل من الاحتكاكات، وبعض الضرب، وعدد قليل من الجرحى، ولم تطلق صواريخ ولم يمت أحد".
غير أن هذه البكتيريا -وفقا للكاتب- نمت وسط استزراع خصب أدى إلى انتشار الوباء، وما حدث بالفعل في القدس هو استمرار -وليس ذروة- عملية أدت في بلدان أخرى وفي أوقات أخرى إلى نشوب حروب أهلية.
وشدد الكاتب على أن التلويح بالعلم الإسرائيلي في وجوه الفلسطينيين، والهجمات على المحلات التجارية الفلسطينية، وترديد الاعتداءات اللفظية من قبيل "الموت للعرب" و"سنحرق قريتك"؛ كل هذا يخفي الرسالة الحقيقية للمشاغبين.
فاليوم العرب وغدًا -بل ربما اليوم- سيكون المستهدفون هم اليهود العاديون من يساريين وأشكنازيين وكارهي رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو؛ أي "أولئك الخونة الذين نسوا ما يعنيه أن تكون صهيونيا، الذين يكرهون الدولة، والذين لم يوافقوا على لف أنفسهم بالعلم الإسرائيلي"، على حد تعبير باريل.
وفي مثل هذه الحالة يرى الكاتب أنه حتى التمييز القديم بين اليمين واليسار وبين اليهود المتدينين والعلمانيين بدأ التبخر، لأنه حتى في التحالف الحاكم حاليا في إسرائيل فإن الصهيونية اليمينية والدينية حاضرة بشكل قوي.
(الجزيرة نت)