في أول يوم عمل لها كمذيعة أخبار.. الاحتلال يعدم الصحفية وراسنة
كانت غفران تستعد لإلقاء نشرة الأخبار الأولى لها على إذاعة "دريم" المحلية، بعد محاولات عديدة منذ تخرجها للانتظام في دوام رسمي مع مؤسسة إعلامية، قبل أن تغتالها رصاصات الاحتلال على مدخل مخيم العروب شمالي الخليل.
وأعدمت قوات الاحتلال أمس الأربعاء، الأسيرة المحررة والصحفية غفران هارون وراسنة (31 عاماً) بالقرب من مدخل المخيم، أثناء توجهها إلى دوام أول يوم عمل لها كمذيعة أخبار في الإذاعة.
وقال موسى وراسنة، قريب الشهيدة حديثه لوكالة "صفا"، إن شهود عيان أبلغوا العائلة بأن أحد جنود الاحتلال المتواجدين على الحاجز العسكري أطلق الرصاص على غفران فجأة ودون أية أسباب.
وأضاف أن الشهيدة لم تقترب من الجنود وكانت متوجهة إلى عملها دون أن تشكل أي خطر عليهم، مبيّناً أن قوات الاحتلال منعت الطواقم الطبية من تقديم الإسعاف للشهيدة بعد إصابتها لأكثر من 20 دقيقة، وأطلقت النار تجاه الشبان أثناء محاولتهم الاقتراب من الشهيدة لحظة إصابتها، وتركت تنزف حتى استشهدت.
ونفى وراسنة رواية الاحتلال واتهامها بحيازة سكين ومحاولة تنفيذ عملية طعن، مضيفاً "أن الشهيدة لم ترتكب ذنباً سوى انطلاقها للحياة وخروجها منذ الصباح الباكر إلى أول يوم في علمها الجديد بهمة ونشاط".
وبيّن أن الشهيدة كانت تعمل في مجال الصحافة بشكل مستقل بعد تخرجها من قسم الإعلام في جامعة الخليل، وقد حالفها الحظ للمرة الأولى لتوقيع عقد عمل مع إذاعة خاصة قبل استشهادها بأربع أيام، لتغتالها رصاصات الاحتلال أثناء توجهها لمباشرة العمل في يومها الأول.
وأشار إلى أن غفران كانت صحفية طموحة وشغوفة، وحريصة على تغطية قضايا شعبها ونقل معاناته، وكان لها عدة تقارير صحفية مستقلة بالرغم من عدم التزامها بالعمل مع مؤسسة إعلامية بشكل رسمي.
وأفاد بأن قوات الاحتلال حاولت منع موكب تشييع الشهيدة من دخول المخيم، وهاجمت المشيعين بشكل وحشي وأطلقت قنابل الغاز والصوت، في مشهد مشابه لاعتداء قوات الاحتلال على موكب تشييع الشهيدة والصحفية شيرين أبو عاقلة قبل عدة أسابيع في القدس.
وأوضح أن شبان المخيم حملوا الجثمان على أكتافهم وتمكنوا من إدخاله إلى المخيم رغم أنف الاحتلال، واندلعت مواجهات في المكان بسبب اعتراض الجثمان والاعتداء عليه من قبل الجنود".
وعم الإضراب الشمال يوم أمس مخيم العروب، حداداً على روح الشهيدة وراسنة بدعوة من القوى الوطنية في المخيم.
وبلغت حصيلة الشهداء في الضفة الغربية خلال الــ 24 ساعة الماضية، ثلاثة شهداء وهم الصحفية غفران وراسنة في مخيم العروب، والشهيد بلال عوض كبها في جنين والشهيد أيمن محيسن في مخيم الدهيشة جنوب شرق بيت لحم.