لحكومة الخصاونة :انتم لا تدفعون فرق اسعار القمح ،نحن ندفع رواتبكم وبنزين مركباتكم
كتب المحرر الاقتصادي - ماذا يعني المسؤول الحكومي عندما يقول ان سعر سلعة معينة قد ارتفع وانها اي الحكومة تدفع الفرق ؟! هل تدفعها من جيبها الخاص؟ هل تؤمن هذه المبالغ من خلال منح تحصل عليها بنفسها ، دون ان تحمل الخزينة اية اعباء ؟ هل يقتطع رئيس الوزراء وطاقمه الوزاري من دخولهم و ثرواتهم لتسديد قيمة الفرق في التسعيرة ؟ واذا كان الجواب لا ، وهو كذلك طبعا ، فاننا نحن من ندفع الفرق ، نحن من ندفع رواتبكم ، وامتيازاتكم ، وحتى بنزين مركباتكم الفارهة ! كيف يسمح هذا الوزير او ذاك لنفسه بالقول بان الحكومة تدفع الفرق ، نحن ندفع فرق كل شئ ، حتى اننا ندفع فرق عجزكم ، وكسلكم ، وسوء ادراتكم ، نحن ندفع فاتورة كل اخطائكم ، وانتم تعيشون على تعبنا وشقائنا ، دون ان تساهموا قيد انملة في وقف النزف الاقتصادي ، والسيطرة على العجز و سداد المديونية الداخلية والخارجية ، وتحسين مستوى المعيشة وايجاد فرص عمل ، ما فائدتكم ولماذا انتم في مراكز القرار ، وانتم لا تتخذون اي قرار يصب في المصلحة العامة ؟
اسعار القمح ارتفعت بعد اندلاع الحرب الاوكرانية - الروسية ، ونحن كنا قد اشترينا مخزوننا قبل اندلاع الحرب وتأثر اسعار القمح بهذه الازمة ، عن اي فرق يتحدث وزير الصناعة والتجارة ، ماذا تدفع الحكومة ، وما زلنا لم نشترِ طنا واحدا من القمح بعد اندلاع الحرب؟!!
كنا نتوقع ان تلتقط الحكومة الاشارات بسرعة ، وتقوم بحملة وطنية لزراعة المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والشعير والنباتات المنتجة للزيوت ، و ذلك كما فعلت الكثير من الدول التي تحرص على مصلحة شعوبها ، وتهتم بعدم تأثر اقتصاداتها بالازمات التي لا تستطيع ان تمنع وقوعها ، هذا ما فعلته سويسرا والكثير من الدول الاوروبية على سبيل المثال لا الحصر ، حيث وجهت المزارعين جميعا لزراعة القمح والشعير والزيوت ، لدرجة انك لا ترى وانت تسير في هذه الدول غير حقول القمح والشعير على مدى الرؤية ...حكومتنا لم تفعل ذلك ، لا بل على العكس تماما ، ما تزال تضيّق الدنيا على المزارعين و تدفع غالبيتهم لترك هذه المهنة وقد تكبدوا الخسائر وباتوا ملاحقين من جهات الاقتراض المختلفة ..
في الغرب تقدم الحكومات مختلف التسهيلات والامتيازات للمزارعين على نحو يضمن بقاءهم واستمرارهم ورفاههم ايضا ، ونحن نعدم هذا القطاع الحيوي عن سبق اصرار وترصد .. ويقولون نحن ندفع الفرق ، اريحونا منكم منشان الله ..