النائب الرواشدة يكتب عن تسمم جرش: بداية صيف غير مبشرة



كتب رئيس لجنة النقل والسياحة والخدمات العامة النيابية، النائب ماجد الرواشدة - 

ما زلنا في بداية الصيف، ففي كل صيف اعتدنا ان نشهد العديد من حالات التسمم المتكررة، وكان آخرها ما حدث في محافظة جرش مؤخرا، وكأن قدر المواطن ان ينتظر دوره في هذه الحالات التي لا يعرف متى وأين وكيف ستضرب وتترك الحيرة المرتسمة على الوجوه بسبب ملاحظة حالة التقصير الواضح، وبما لا يدع مجالا للشك، في ان المسالة لا تعدو كونها مسألة تقصير واهمال في الرقابة على غذاء المواطن، كما يساهم إخفاء النتائج وكتمانها وعدم تحديد المسؤولية ومعاقبة المتسبب علنا، في المزيد من القلق والخوف لدى المواطن على صحته المهددة بهذا الإهمال، فهل يعقل ان تبقى يد الرقابة وعينها قاصرة وتعاني من العجز الواضح في حماية غذاء المواطن بسبب قلة الكوادر الصحية المعنية بالرقابة والتفتيش.

المسألة لم تعد ترفا او مجرد وجود هيئات رقابة بقدر ما هي كفاءة هذه الأجهزة، فهي غائبة عن المشهد تماما وكأن الامر لا يعنيها، فمحافظة مثل محافظة جرش على سبيل المثال، بها عشرات معامل الالبان وبها مئات المطاعم والمنشئات الغذائية المتنوعة، ويقصدها الزوار كمحافظة سياحية، عدد كبير من الزوار، لا تجد من يوفر لها درجة الأمان والحماية والاطمئنان الى سلامة الغذاء، وكأن صحة المواطن او الزائر امرا لا يعني مؤسسات الرقابة، فهل يعقل ان يكون عدد المراقبين اقل من العدد الكافي للقيام بمهمة التفتيش الدوري والمستمر، واخذ العينات يوميا وفي فترات مختلفة، وان لا تترك للصدفة ومزاج المراقب، بل لا بد من زيادة الاعداد لتتمكن من السيطرة على الوضع بشكل كاف، فالغذاء خط احمر يا سادة، غذاؤنا في خطر وصحتنا في خطر ما لم تقم هذه الجهات بواجبها بشكل تام، ها نحن نحذر وننبه ونقرع الجرس لعل صوته يوقظ جهات الرقابة قبل وقوع الكارثة، وقبل حصول ما لا تحمد عقباه، ويكون الثمن صحة المواطن والاعباء المتزايدة على القطاع الصحي المتعب أصلا، فرحمة بنا وبصحتنا قبل فوات الأوان، فغذاء المواطن وصحته في خطر ان بقي الحال على ما هو عليه.