مريم....تلك التي زينها اسمها، واستحقته



من الروابي المزنرة بالعز، المعطرة برائحة الشيح والقيصوم، جاءت مريم اللوزي؛ أردنية عربية، على الشمائل الطيبة؛ شمائل أهلها، التي ظلت على عهد الوفاء لها، ولهم؛ حيثما حَلَّت، لتغدو صفحة ناصعة البياض من صفحات العطاء النسوي الملتزم بقيم الفضيلة؛ قيم أهلها؛ قيم أمتها، التي ظلت على عهد الوفاء لها، ثابتة الفؤاد عليها؛ لم تَزِلَّ عنها نحو مسارات، زَلَّتْ أقدام غيرها إليها، ولم تَنْضَوي يوما تحت عناوين الزيف والبهتان، التي رفتعها أيدي بعض من "بناتنا"، على دكاكين الغرب، التي زرعها في مجتمعنا؛ يَتَكَسَّبْنَ منها، وَيَكْسَب هو منها؛ بتحطيم ثقافتنا، وهدم منظومتنا القيمية.

كتب من روابي عمان الجميلة، جاءت مريم؛ التي زينها اسمها، وزينها اسم عشيرتها وزينته، ورحلت وقد حازت بمامثلته من نموذج للمرأة الأردنية الوقورة الملتزمة، وبما أدته من أداء مهني قويم في مسيرتها التربوية، وأداء سياسي رفيع؛ في مسيرتها النيابية، التي دافعت فيها عن حقوق الشعب الذي حفظت أمانة عهدها له، فمثلته خير تمثيل، ولم تَتَّجِر به، كما اتَّجَرَ به كثير غيرها، ولم تزغ عيناها الطاهرتين، أمام مغريات المنصب، ولم تعتبره سلما تعبر عليه لموقع رسمي، لتحوز من الناس، على هذه المكانة السنية، وعلى هذا الفيض الجارف من مشاعر الإحترام والتوقير والإجلال، على نحو يجعلني أقول:

لقد شكلت مريم، قدوة حسنة- لبنات هذا الجيل- في زمن طغت فيه، وعليه، النماذج المسخ...حقا أن مريم قد شكلت نموذجا حق لنا أن نحتفي به.