وجوبية التحول الرقمي للمؤسسات الإعلامية ؟
هكذا فرضت التكنولوجيا الحديثة على الدنيا باسرها ( سباق التسلح الالكتروني) بوسائطه الرقمية المتعددة ؛ فالعالم اصبح "غرفة شات "صغيرة تتناقل فيها ملايين المحتويات الرقمية، نعم لم يعد هناك متسع للوقت وخيار اخر سوى اللحاق بركب هذا التحول الذري المتشاطر، وهي مسألة يجب ان التوقف عندها وقد وضعت الاعلام الوطني امام تحد ليس بالسهل كون الاعلام مطالب قبل اي جهة ثانية وضع هذا الملف على الطاولة لرسم ملامح مستقبل الاعلام الوطني وضمن خطة تنفيذية تطبيقية زمنية لتحقيق المطلوب؛ فالاردن لديه البنية التحتية والفوقية المناسبة للتحول الرقمي ويمتلك حصته الاكبر من هذا التأثر بحكم غزو التكنولوجيا لاطرافه المتشابكة، فاكثر ما يزيد عن نصف سكان الارض مستخدمين للتكنولوجيا بكل تفاصيلها؛ والنسبة الغالبة هم "الشباب"، لم يعد هناك للورق قيمة وتداول في ظل وجود الموبايل، ولا خيار امام المؤسسات الاعلامية الورقية والمرئية والمسموعة الا توظيف هذه التكنولوجيا داخل غرف الاخبار ، وغير هذا الخيار ستحكم على نفسها بالموت البطىء؛ والشركات الاعلامية الكبرى تعاطت مع هذا المفهوم بمنتهى الجدية والتاثر ضمن خطة تاهيلية لكوادرها واجهزتها لمواكبة هذا التحول العالمي . وتصدرت شركة Walt Disney "ديزني" قائمة كبرى الشركات الإعلامية حول العالم من حيث الأصول والتي تجاوزت 200 مليار دولار في عام 2020. وحلت شركة Vivendi الفرنسية في المركز الثاني بفارق كبير، وإجمالي أصول يقدر بنحو 42 مليار دولار. هذه حقيقة لا بد من الاعتراف بها والعمل على معالجتها للارتقاء بدور الاعلام الداخلي والخارجي، تستند على خمايسة التفاعلية والانتشار والسرعة والتكاليف والحضور في المشهد العالمي، ما يحقق عوائد على مستوى التنافسية وتطوير الصناعة الإعلامية وتحفيز الإبداع واستقطاب الاستثمارات، وهذا يحتاج ايضا الى اعادة النظر بالقوانين والتشريعات الخاصة بالاعلام والاستثمار، (قوانين ، بنية تحتية وفوقية) والوقت اعتقد لا يتسع للتأجيل. وقد اكدت الكثير من الاحداث المحلية والخارجية حاجة الدولة الى اعلام رقمي والكتروني فاعل لنقل رسالة الدولة الاردنية ؛ فمعظم الازمات العالمية بكل تفاصيلها تتحكم في صورتها ورسم ملامحها ونقل وقائعها بإدق التفاصيل، صحافة "الموبايل" وصحافة المواطن ، ااضافة الى توظيف تلك الاحداث عبر شبكات التواصل الاجتماعية ومنصاتها، وهذا يكشف حقيقة الحاجة السريعة للتحول السريع والمدروس باتجاه الاعلام الالكتروني والرقمي، بالتالي فان النتيجة حتمية بالفشل دون اعلام الكتروني ووسائط رقمية ولن نتقدم "قيد انملة" في ايصال رسالتنا الاعلامية بالمحتوى والفكرة الرائدة والمونتاج والفيديو ونحن ندخل المئوية الثانية، وما رافقها من تحديث للمنظومة السياسية والاقتصادية ، وهو ما يعد اسباب واتية للتحول الرقمي وفي ظل توجه عالمي نحو المنصات الرقمية التي قادت إلى تغيّرات في ثقافة المتلقي وشكلت توجهات جديدة في صناعة الإعلام، وحيث الإعلام التقليدي الجاثم متعثراً حتى اللحظة دون التوصل إلى حلول ناجعة تعيد له جمهوره وقيمته المفقودة. واخيرا شهدت الساحة الاعلامية سباقاً محموماً نحو منصات الاتصال من خلال تطوير المحتوى الرقمي وزيادة جاذبيته والعمل على تسويقه وترويجه مع السعي نحو بناء شراكات إستراتيجية مع منصات التواصل الاجتماعي. إذ يزيد عدد مستخدمي فيسبوك عن 2.48 مليار مستخدم حو العالم فيما وصل عدد مستخدمي " تويتر» 330 مليون مستخدم نشط خلال الربع الأول من العام الجاري ، و 30 مليون مستخدم يوميًا يوتيوب، وعدد مستخدمي لينكدن أكثر من 610 ملايين مستخدم. ولا يزال صراع التوالد الرقمي يتواصل ، حيث دشّن مؤسس ويكيبيديا جيمي ويلز منصة تواصل اجتماعي جديدة تحمل اسم «دبليو تي دوت سوشيال" وهذه احسن الاسباب لضرورة التحول.