يا قاضيَ الحاجاتِ جئتُكَ راجياً كم حاجةٍ أطوي عليها أضلعي ...

 يوم امس ولكثرة الاتصالات التي تلقيتها من داخل الاردن وخارجه من مساهمين في الشركة الاهلية للمشاريع يدور فحواها عن تبعات حكم صدر للشركة على عدد من المشتكى عليهم بالحبس ،
بادرني عمر باستفسار قائلا!!!
بابا: احنا بس يخطئ بحقنا شخص مين بعاقبه!!! فكان ردي في الدنيا القضاء والمحاكم التي تفتخر بنزاهتها..
اعاد الاستفسار: طيب بابا اذا وقع القاضي او الي بعمل بالمحكمة بخطأ مين بحاسبة!!
فكان الرد : انا وانت والقانون وكل مواطن شريف يرفع صوتة بالحق ، فلولا نزاهة القضاء وقوته لتحولت الدول الى شريعة غاب ..
يا بني : إن نظرتنا إلى القضاء ترتكز إلى قناعة راسخة بأن العدل هو أساس الحكم، هو الضامن لسيادة القانون على الجميع، وهو الذي يكفل استقرار البلد وازدهاره، ويوفر الحماية الضرورية لكرامة المواطنين وحقوقهم، وصيانة المال العام،
يا عمر: قالها الفاروق عمر ذات يوم حين كتب إلى أبي موسى " أما بعد ، فإن القضاء فريضة محكمة ، وسنة متبعة ، فافهم إذا أدلى إليك ; فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له ، آس الناس في مجلسك وفي وجهك وقضائك ، حتى لا يطمع شريف في حيفك ، ولا ييأس ضعيف من عدلك ، البينة على المدعي ، واليمين على من أنكر ، والصلح جائز بين المسلمين ، إلا صلحا أحل حراما أو حرم حلالا ، ومن ادعى حقا غائبا أو بينة فاضرب له أمدا ينتهي إليه ، فإن بينه أعطيته بحقه ، وإن أعجزه ذلك استحللت عليه القضية ، فإن ذلك هو أبلغ في العذر وأجلى للعماء ، ولا يمنعنك قضاء قضيت فيه اليوم فراجعت فيه رأيك فهديت فيه لرشدك أن تراجع فيه الحق ، فإن الحق قديم لا يبطله شيء ، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل ، والمسلمون عدول بعضهم على بعض ، إلا مجربا عليه شهادة زور ، أو مجلودا في حد ، أو ظنينا في ولاء أو قرابة ; فإن الله تعالى تولى من العباد السرائر ، وستر عليهم الحدود إلا بالبينات والأيمان ، ثم الفهم الفهم فيما أدلى إليك مما ورد عليك مما ليس في قرآن ولا سنة ، ثم قايس الأمور عند ذلك واعرف الأمثال ، ثم اعمد فيما ترى إلى أحبها إلى الله وأشبهها بالحق ، وإياك والغضب والقلق والضجر والتأذي بالناس والتنكر عند الخصومة ، أو الخصوم ، شك أبو عبيد ; فإن القضاء في مواطن الحق مما يوجب الله به الأجر ، ويحسن به الذكر ، فمن خلصت نيته في الحق ولو على نفسه كفاه الله ما بينه وبين الناس ، ومن تزين بما ليس في نفسه شانه الله ، فإن الله تعالى لا يقبل من العباد إلا ما كان خالصا ، فما ظنك بثواب عند الله في عاجل رزقه وخزائن رحمته ،

** ملخص مقالي هي همسه في أذن من يهمه الامر!!! فقد هاتفني قبل قليل المحامي المكلف بالقضية ليبلغني بصدورقرار اخر!!! يحتاج الى فهم اكثر من اهل القضاء فانا لست منهم!! فما يعنيني كمجلس ادارة هو تحصيل حقوق المساهمين بالقانون لا اكثر ودون تاخير!!!!
فحواه قبول طلب وكيل المشتكى عليه بتاجيل قرار الحبس ؟؟؟؟ والذي تاخر لسنوات وسنوات ، فبعد ان تقدم (بقصاصة ورق )موقعه من طبيب خااااااص تفيد بتعرض المشتكى عليه شافاه الله وعافاه الى وعكة صحية ألمت به تمنع من تنفيذ القرار السابق ..
في الختام اقول: قطعا فان الخيرين في بلدنا كثر ترفع لهم القبعات،ولكن لا سلامة الا لمن يقطع دابر الشك باليقين وبالذات مدعى "الشطارة والفهلوة فالوطن اكبر مما يدخرون ..!!!
بصدق اكثر ما يخيفني ان يعيد عمر اليوم تكرار ما تحدثنا به يوم أمس فما تعودت الا قول الحقيقة والعمل بها ووضع النقاط على الحروف بكل تجرد...
لن نكل او نمل
كنا وما زلنا وسنبقى نردد ما زال على هذه الارض ما يستحق العمل والبناء والانجاز