يتم في دار رئاسة الوزراء بحضور دولة رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة اليوم الاثنين، توقيع اتفاقية استثمار وتطوير بين صندوق الاستثمار الأردني وشركة الصندوق السعودي الأردني للاستثمار لتنفيذ مشروع استثماري في قطاع الرعاية الصحية بحجم استثمار يصل نحو ٤۰۰ مليون دولار أميركي.

كما سيتم أيضاً توقيع اتفاقية عقد استئجار طويل الأمد للأرض التي سيقام عليها المشروع البالغة مساحتها نحو ۱۸٧ دونم بين شركة الصندوق السعودي الأردني للاستثمار وشركة رؤية عمّان للاستثمار والتطوير، الذراع الاستثمارية لأمانة عمان الكبرى.

وسينفذ المشروع بناءً على نظام البناء والتشغيل ونقل الملكية (BOT)، حيث تؤول ملكية المشروع بكافة عناصره للحكومة الأردنية بعد انتهاء مدة التشغيل، وذلك كون المشروع مشمول بأحكام قانون صندوق الاستثمار الأردني رقم (۱٦) لسنة ۲۰۱٦، بموجب قرار مجلس الوزراء الصادر بتاريخ ۱۸ تشرين الأول ۲۰۲۰.

ويتكون مشروع الرعاية الصحية، الذي ستنفذه شركة الصندوق السعودي الأردني للاستثمار، من مستشفى جامعي بسعة ۳۰۰ سرير و٦۰ عيادة خارجية ومبنى للرعاية الإسعافية، وجامعة طبية بسعة ٦۰۰ مقعد، بمعدل ۱۰۰ مقعد لكل عام دراسي. ومن المتوقع أن يوفر المشروع أكثر من خمسة آلاف فرصة عمل.

وسيتم تنفيذه بالشراكة مع اثنتين من أهم المؤسسات على مستوى العالم في مجالي الرعاية الصحية والتعليم الطبي، وهما كلية الطب في جامعة لندن في بريطانيا(University College London – UCL) ، كشريك أكاديمي، ومستشفيات جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس في الولايات المتحدة الأميركية (UCLA Health, Los Angeles)، كشريك طبي.

ومن الأهداف الرئيسة لمشروع الرعاية الصحية نقل المعرفة والخبرات العالمية إلى الأردن، والمساهمة في تحسين جودة الرعاية الصحية والتعليم الطبي، وتحفيز السياحة العلاجية وتعزيز مكانة الأردن في هذا المجال، إضافة إلى إتاحة الوصول إلى تعليم طبي متميز يهدف إلى تخريج جيل جديد من الأطباء والباحثين وقادة المستقبل في الطب، وبناء كفاءات طبية متميزة وتوطينها في الأردن.

ومن أهم خصائص المشروع التركيز على البحث العلمي والتطوير في مجال العلوم الطبية؛ حيث سيتم تخصيص ما نسبته (٧٫٥٪) من إيرادات المشروع لأغراض البحث العلمي والتطوير في الأردن.

ونظراً للمكانة العلمية والطبية المتقدمة عالمياً التي يتمتع بها الشريكين الدوليين، سيوفر مشروع الرعاية الصحية قيمة مضافة عالية في قطاعي الرعاية الصحية والتعليم الطبي في الأردن والمنطقة، حيث تتميز جامعة لندن التي تعود جذورها للعام ۱۸۲٦، بكونها مُصنّفة في المرتبة الثامنة على مستوى العالم، كما أنها مُصنّفة في المرتبة الثانية لجودة الأبحاث في جامعات المملكة المتحدة، هذا إلى جانب تميزها بحصول 30 عالماً من كوادرها العلمية وخريجيها على جائزة نوبل منذ تأسيس الجامعة، فضلاً عن التنوع الثقافي الذي تنتهجه وتشيعه بين طلبتها حيث يوجد بها أكثر من ٤3 ألف طالب وطالبة يمثلون أكثر من ۱٥۰ جنسية.

وتعد كلية الطب في جامعة لندن مركزاً دولياً مرموقاً للتميز في التعليم الطبي، حيث يعتبر تدريس الطب جزءاً رئيساً من جامعة لندن منذ عام ۱۸۳٤. وترتبط كلية الطب في جامعة لندن بالعديد من المستشفيات التعليمية الكبرى وتعمل معها بشكل وثيق، وتم تصنيف جامعة لندن في المرتبة التاسعة عالمياً في الطب حسب تصنيف كيو إس العالمي للجامعات لعام ۲۰۲۱.

تتميز مستشفيات جامعة كالبفورنيا، لوس أنجلوس بكونها مُصنّفة ضمن أفضل مؤسسات الرعاية الصحية في الولايات المتحدة الأميركية.

سيشتمل المشروع على إنشاء خمسة مراكز للتميز الطبي، بهدف تركيز الخبرات المحلية والأجنبية على الأمراض الأوسع انتشاراً في الأردن والمنطقة في تخصصات القلب، والجهاز الهضمي، والعظام، والدماغ والأعصاب، والأورام.

من الأهداف المهمة أيضا للمشروع التركيز على البحث العلمي المتطور من خلال إنشاء أربعة مراكز بحثية في علم الجينات والطب الموجه، والخلايا الجذعية، والمعلوماتية الحيوية، والنظم الصحية.

ومن المتوقع أن تبدأ شركة الصندوق السعودي الأردني للاستثمار أعمال الإنشاء لمشروع الرعاية الصحية بعد الانتهاء من التصاميم الهندسية الأولية، والتي يتوقع أن تكون جاهزة خلال النصف الثاني من هذا العام.

يشار إلى أن شركة الصندوق السعودي الأردني للاستثمار قد أُنشِئَت كإحدى ثمار التعاون بين المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية، وكإحدى مخرجات مجلس التنسيق السعودي الأردني الذي أُسس في ٢٧ نيسان ٢٠١٦، ولاحقاً لمذكرة التفاهم في مجال تشجيع الاستثمار بين صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية وصندوق الاستثمار الأردني في المملكة الأردنية الهاشمية الموقعة في ٢٥ آب ٢٠١٦. وتم تسجيل الشركة في شهر آذار ۲۰۱٧ كشركة مساهمة عامة، بموجب قانون صندوق الاستثمار الأردني رقم (۱٦) لسنة ۲۰۱٦.

ويساهم صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية بنحو 92% من رأس مال شركة الصندوق السعودي الأردني للاستثمار بينما تساهم كافة البنوك الأردنية بنحو 8% من رأس مال الشركة.

وكان التوقيع على عقد التأسيس والنظام الأساسي للشركة قد تم خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى المملكة الأردنية الهاشمية في السابع والعشرين من آذار ۲۰۱٧، وبحضور جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، في الديوان الملكي الهاشمي العامر في عمّان.

وتركز استراتيجية الشركة الاستثمارية على ثلاثة محاور تتمثل في مشاريع البنية التحتية على أساس الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مختلف القطاعات، والمشاريع الجديدة في القطاعات الاستراتيجية، خصوصاً الرعاية الصحية والسياحة، بالإضافة إلى استثمارات رأس المال التوسعي في الشركات الأردنية الكبرى والواعدة.