الشعب بين وهم أيامه الجميلة وسلاسل الرفع المتواصل!



كتب رئيس لجنة النقل والسياحة والخدمات العامة النيابية، ماجد الرواشدة - 

البشارة عن رفع المشتقات النفطية تأتي وفي طياتها معانٍ عدة، فما جاء على لسان وزير الداخلية حول رفعات متتالية للمشتقات النفطية يمكن ان يقرأ بعدة اشكال، أولها ان هذا التصريح الخطير يقود الى حالة من التشاؤم لا تتواءم وبشارة رئيس الوزراء بان أيام الأردنيين القادم ستكون أجمل، فهل نصدق من على حساب من؟ ومن جهة ثانية هذا التصريح الخطير يحمل استفزازا لمشاعر الأردنيين الذين يخضعون لسلسة من القرارات الاستفزازية المتعلقة برفع الأسعار ونقص المياه ومشاكل التسمم وقلة الرقابة على غذائهم، فالمواطن محتار بين تصريحات تبث فيه الامل وتصريحات تبث فيه الألم، لما الت اليه الأمور، ولم يستطع تفهم ولا تقبل هذه القرارات برفع المشتقات النفطية وهو يشاهد بذخ واسراف في استعمال السيارات الحكومية التي تحتاج الى كميات كبيرة من الوقود بالنظر لحجمها وسعة محركاتها وهي تنقل الوزراء والمسؤولين تحت سمعه وبصره ويتسلل اليه الإحباط من هذا التناقض الكبير في قرارات الحكومات المتتالية واصبح من شدة وتسارع هذه القرارات التي لم تنصفه ولم تراع ظروفه المعيشية وتآكل دخله الذي يعاني من العجز عن توفير ابسط المتطلبات، فرحمة بالمواطن ورحمة بإحساسه ومشاعره ودفعه لحالة من الياس في أي تغيير إيجابي رغم سيل الوعود بان أيامه الحلوة والجميلة لم تأت بعد، أقيام الساعة موعدها؟؟؟؟

ومن ناحية ثالثة الا يشكل مثل هكذا تصريح إنذارا مباشرا لكل من يرغب بالاستثمار في المملكة ويقول له لا تقترب في الوقت الذي نحتاج فيه لهذه الاستثمارات وتنشيطها لعلها تضع نقطة من الزيت في قنديل الامل لدى الأردنيين بان غدهم القادم أفضل؟؟؟؟

أتساءل ومعي السواد الأعظم من بسطاء الشعب الى متى هذه القرارات التي لا تراع مشاعر الناس ولا امكانياتهم والتي تدفعهم الى اليأس وعدم الثقة من أي مستقبل تبشر به الحكومات، وكيف له ان يثق باي قرار تتخذه وهي تضعه تحت عنوان مصلحة المواطن، كيف له ان يصدق ان الحكومات تهتم به، فتجربته صعبة وتقول انه لا ثقة بقرارات الحكومات التي تبشره بغد افضل، وهو ما زال ينتظر الخروج من عنق الزجاجة الذي كان مليئا بكل أنواع الرفع وإلغاء الدعم الموعود بكل اشكاله، فالرحمة بالمواطن والرحمة بالوطن، فلقد انهكتم جيبه وارهقتم دخله ونشرتم اليأس وعدم الثقة في نفسه، فأي مواطن صنعتم، المحبط اليائس والمنهك والعاجز عن النظر في عيون اطفاله الذين ينتظرون عودته كل مساء وهو خال الوفاض حتى من ابسط اشكال التعبير عن حبه لهم.

هل عجزت حكوماتنا عن إيجاد ما يمكن اعتباره حلولا عملية بعيدة عن جيب المواطن المطالب بالتقشف وهو يرى الحكومات في حالة بذخ وترف في الانفاق؟