التربية: الطلبة اليوم أمام تحول سياسي

أطلقت أمين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون الإدارية والمالية الدكتورة نجوى قبيلات اليوم الأربعاء، في العاصمة عمان، مشروع المؤتمرات الطلابية السياسية، الذي تنظمه الوزارة بالتعاون مع الهيئة المستقلة للانتخابات ومركز الحياة – راصد، وبحضور عضو مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخابات السيد جهاد المومني، وعدد من أعضاء اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، إضافة لمشاركة مجموعة طلاب وطالبات من مختلف مدارس العاصمة عمان.

جاء ذلك انطلاقاً من توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لتعزيز الحياة الحزبية والسياسية واحتفالاً بعيد استقلال المملكة الأردنية الهاشمية الـ76، وتماشياً مع توجهات الدولة الأردنية في تحديث المنظومة السياسية وإدماج الشباب الأردني بها.

وأكدت قبيلات خلال حفل الافتتاح، أن هذه المؤتمرات تشكل نقلة نوعية في آلية احتفالات وزارة التربية والتعليم في المناسبات الوطنية، مشيرة إلى "أننا اعتدنا على نمطية معينة في احتفالات هي رائعة جداً وتساهم في بناء شخصية الطالب وتمكن الطالب من التعبير عن إنجازاته خلال العام الدراسي، ولكن هذه المؤتمرات وهذه الفعالية اليوم سوف تحاكي عقول الطلبة وترمي إلى صقل شخصيتهم وإكسابهم المعارف الجديدة في مجال التنمية السياسية”، ومؤكدة أن "هذا عمل رائع علينا المحافظة عليه ونمضي به إلى الأمام”.

وخاطبت الشابات والشباب معتبرة أنهم "مستقبلنا والذين سوف يكونون الأيادي الحقيقية التي ستمثل الإصلاح والتي سوف تحقق العلامة الفارقة في حياتنا سواء كانت في الإصلاح السياسي أو الإصلاح التربوي”.

وتحدثت لهم قائلة: "أنتم غدنا المشرق بإذن الله تعالى، وهذه مساحة تمكنكم من الاستماع والحوار مع أصحاب الاختصاص في مجال التنمية السياسية”، وأشارت إلى أنها اليوم تلتقي مع طلبة هم بعد عام أو عامين سوف يكونون ناخبين وسوف يشكلون علامة فارقة في سير العملية الانتخابية، وأن الفرق بين الاستثمار في هذه الفئة وبين من هم أكبر سنناً، أن هؤلاء تشكلت شخصياتهم وكونوا هوياتهم وطلبة المدارس هنا ما زالوا في طور تشكيل الهوية حسب نظريات علم النفس، وبالتالي فإن الاستثمار فيهم هو استثمار ناجح.

ولفتت قبيلات إلى ما سعت إليه وزارة التربية والتعليم من خلال إدارة النشاطات ومن خلال مختلف مديرياتها في الميدان التربوي من تفعيل العمل الديمقراطي عبر ما يسمى البرلمان الطلابي والذي اعتبرته بأنه يشكل مساحة كافية تتيح للطلبة ممارسة العملية الانتخابية ولكن في ضوء الصورة القديمة.

وأوضحت أن الطلبة اليوم "أمام تحول سياسي به قانون أحزاب جديد وقانون انتخاب جديد يضع على عاتقكم مهمتين، الأولى لكم أنتم بأن تستقوا المعلومة من أصحاب الاختصاص وتطوروا ثقافة وانطباعا جديدا عن القادم، والثانية أن تستقوا هذه الأمور وتنقلوها إلى ذويكم فأنتم تشكلون خمس سكان الأردن، وأنتم أداة التواصل الأكبر التي تمكننا من الوصول إلى باقي أفراد المجتمع”.

من جهته، عبر مفوض الهيئة المستقلة للانتخابات جهاد المومني عن سعادته بهذه الوجوه الحاضرة والذي وصفها بأنه صانعة المستقبل، وأشاد بهذا المشروع والذي اعتبره فريدا من نوعه في عيد الاستقلال، وأنه احتفال عملي بما أنجز بطريق الإصلاح الطويل، معربا عن أمله بجهود هؤلاء الطلبة بأن يختصروا طريقنا نحو الإصلاح.

وشكر المومني وزارة التربية والتعليم ومركز الحياة- راصد، وأشاد بجهودهم في دورهم بعملية التحديث والإصلاح السياسي، مشيرا إلى جهود الهيئة المستقلة للانتخابات والتي باشرت العمل لاستكمال عملية التحديث السياسية ووضعت خططا مستقبلية ضمن الإطار الجديد للعمل الحزبي والانتخابي.

وأكد الاستعداد التام للهيئة للعمل التشاركي مع أي جهة من أجل تجويد العملية الانتخابية والحزبية، للوصول إلى حياة سياسية متطورة أو على الأقل تواكب دول العالم.

من جانبه، أكد مدير مركز الحياة- راصد عامر بني عامر أن أهمية هذه المؤتمرات تأتي من خلال استهداف الطلاب والطالبات ذوي الأعمار 15-16 عاما ضمن الصفوف العاشر والحادي عشر، حيث سيتم تنفيذ 15 مؤتمراً طلابياً سياسياً، لا سيما وأنهم سيكونون الناخبون الجدد في الانتخابات النيابية القادمة والتي ستجرى وفقاً لقانون الانتخاب الجديد، ومن هنا لا بد من رفع وعي الطلبة بالحياة السياسية بشكل عام والحزبية والانتخابية بشكل خاص، وتعميق الوعي المرتبط بضرورة توجيههم نحو المشاركة الفاعلة التي من شأنها أن تعزز مسيرة الأردن الديمقراطية، وتوضيح دور اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية وكيفية إنشائها وأهميتها، وشرح مخرجات اللجنة الملكية المرتبطة بقانون الانتخاب والأحزاب والشباب والمرأة.

وأكد بني عامر أن "راصد” سوف يطلق المزيد من المشاريع خلال هذا الصيف لتدريب الطلبة والمعلمين، وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.

وتبع حفل الافتتاح جلسة حوارية شارك بها كل من عضو مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخابات جهاد المومني وقيس زيادين وآسيا ياغي وجمال الرقاد أعضاء اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، تحدثوا بها عن مخرجات اللجنة الملكية وعن دورهم في اللجنة، فيما قدم الطلبة مجموعة من المداخلات والأسئلة لأعضاء اللجنة الملكية حول قوانين الانتخاب والأحزاب الجديدة، وعن دورهم في المرحلة القادمة من العملية الديمقراطية.