محمد نوح العنانزة.. شغلنا عنك محمد رمضان!
كتب عبد المجيد عصر المجالي -
في بيت أهله المتواضع، كان الشيخ محمد نوح العنانزة ( ١٦سنة) يقرأ القرآن الكريم أمام من جاؤوا لتهنئته بعد أن حصد المركز الأول على مستوى العالم في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم التي أقيمت مؤخرا في إثيوبيا، متفوقاً على عددٍ كبيرٍ جداً من المتسابقين من 57 دولة، كان يرتدي دشداشة جميلة تليق بسيدنا الشيخ المتأنق والمتألق، وكانت تلاوة القرآن بمثابة التحلاية للمهنئين، وهي أعظم تحلاية في الدنيا !
الجدران متهالكة كما يظهر في الصورة، لكن البيت الذي يُخرج أفضل من يحفظ القرآن ويجوده على مستوى العالم هو الأجمل والأمتن على الإطلاق، لأنه أُسس على التقوى، ولا حاجة له بالزخرفة، فصوت محمد يرفع قواعده ويرقى به إلى السماء !
سامحنا لأننا لم نحتفِ بك كما يجب أيها العجلوني الجميل، شغلنا محمد رمضان وهو يدخل مسرح العقبة بسيارته الفارهة مثل الفاتحين، وشغلنا البحث عن قصة نجاح نعرضها في عيد الاستقلال، وحين لم نجد استوردنا قصة نجاح من الخارج، مثلما صرنا نستورد من الخارج كل ما يدعو لتعهير المجتمع أكثر وأكثر، هم لا يعتبرون إنجازات أمثالك قصص نجاح أصلاً، فصدور مدعي الحريات والانفتاح تضيق ذرعاً بالقرآن وأهله، وأظنك قرأت عما يجري لجمعية المحافظة على القرآن الكريم التي -لا شك- ساهمت في المكانة العالية التي بلغتها، وهذا التضييق ليس وليد يوم وليلة، بل هو نتاج جهود مضنية يقودها منذ سنوات أنصاف الكتبة وأرباع المثقفين لاقتلاع الجمعية من جذورها الراسخة، لكن تلك أمانيهم، ولن يُفلح التافه حيث أتى، ستظل الجمعية قائمة على مر الزمان، وسنظل نُعظم أهل القرآن !
مبارك أيها الجميل، وعلى البيت الذي أخرجك كل الحب والتبجيل !