"بينيت" يبحث عن صورة نصر مفقود بغزة.. والمستوطنون محبطون
يُبدي المستوطنون الإسرائيليون إحباطًا متزايدًا بسبب فشل حكومتهم في إظهار صورة نصر على المقاومة في قطاع غزة، فيما يحاول رئيس الوزراء "نفتالي بينيت" البحث عن هذه الصورة عبر "سيل" من التصريحات، في مشهد آخذ بالتعقيد.
وقالت صحيفة عبرية، يوم الأحد، إن "الإنجازات العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، التي يستعرضها صباحًا ومساءً، لا تصل إلى الجمهور الإسرائيلي بالشكل الصحيح، في ظل بحثه عن صورة نصر واضحة صريحة لا تقبل التأويل".
وذكرت صحيفة "مكور ريشون" العبرية، وفق ترجمة وكالة "صفا"، إن هجمات الجيش فجر أمس على مواقع لحركة حماس في غزة ولجوئه إلى ضرب نقطة الرصد التي شيّدتها كتائب القسام على مقربة من الحدود مع شمالي القطاع "قوبلت بإحباط في صفوف سكان الغلاف".
وأشارت الصحيفة إلى أن "حماس نجحت في ترميم البرج بعد ساعات من استهدافه؛ الأمر الذي أسهم في تراجع الروح المعنوية لدى الإسرائيليين، وخاصة سكان الغلاف، وعزز خيبة أملهم من رد الجيش".
وقالت الصحيفة إن الإسرائيليين لا يبحثون عن تحليلات تفيد بتفوق جيشهم على حماس، لكنهم يرغبون برؤية صورة نصر واضح، "ومع ذلك فمن الصعب الحصول على صورة نصر كهذه في غزة دون اجتياحها".
وأضافت "هناك حالة من الغضب في صفوف الجمهور الإسرائيلي حيال الحكومة والجيش، وإنجازات الجيش المذكورة لا تترجم لصورة نصر واضحة في غزة".
ورأت الصحيفة أنه "يجب التذكّر أن المشكلة ليست في هجمات الجيش التي توقع الخسائر المادية والمعنوية بحركة حماس في غزة، لكنها في سرعة ترميم حماس لقدراتها".
وتابعت "يبذل التنظيم طاقات هائلة في سبيل ذلك، وخاصة بناء الأنفاق التي دمرناها على الرغم من العائق الأرضي الذي أقامه الجيش حول القطاع، ورغم أن الاستخبارات الإسرائيلية الأقوى في العالم"، على حد تعبيرها.
وذكرت أنه "كم من الصعب على حماس إعادة بناء برج مراقبة كهذا (الفاتح)، وهي تعلم كم يؤثر ذلك على الجمهور الإسرائيلي عبر شبكات التواصل ووسائل الإعلام، ويبدو جليًا أن المعركة مع غزة لن تنتهي قريبًا".
"بينيت" يُسوّق للنصر
بدوره، حاول رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت تسويق نصر مزعوم على غزة باستعراض ما أسماها "إنجازات" حكومته في مواجهة حماس، مقارنة بفترة ولاية سلفه في الحكم بنيامين نتنياهو.
وقال "بينيت" في افتتاح جلسة الحكومة الأسبوعية، يوم الأحد، إن فترة الهدوء أمام غزة خلال فترة ولايته هي الأكبر، وإن عدد الصواريخ المطلقة من القطاع هي الأقل خلال عام.
وذكر بينيت أن حكومته "أسهمت بالتعاون مع الولايات المتحدة ومصر في الحد من تعاظم قوة حماس عبر تشديد حصارها العسكري"، زاعمًا أن "تعاظم قوة الحركة هو الأبطأ منذ سنوات".
ويقول متابعون إن حديث "بينيت" هذا يدلل على أن "مواجهة غزة تعتبر من المعايير الرئيسية لأداء أي حكومة إسرائيلية".
ووفق آخر استطلاع رأي إسرائيلي، يحصل حزب "بينيت" على ستة مقاعد فقط في أي انتخابات كنيست مقبلة، فيما يرى 7% فقط من الإسرائيليين "نفتالي" مرشحًا مفضّلًا لرئاسة الحكومة، مقابل 42% يثقون برئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو.
وعلى مدار عام حكم "بينيت" عانى ائتلافه من انشقاقات وتمرد، وخسر الأغلبية البرلمانية، فيما شهد مكتبه استقالة أربعة مسؤولين كبار خلال الفترة القصيرة الماضية.
وتعرضت حكومة "بينيت" لأكثر من جلسة نزع ثقة خلال الفترة الماضية.
وتقف حكومة الاحتلال أمام خيارين فقط، وفق صحيفة "يديعوت"، هما: حل الكنيست والذهاب نحو انتخابات مبكرة، واستمرار ولايتها دون أغلبية؛ وبالتالي خلق حكومة ظل في الكنيست تحظى بالأغلبية.
وقالت الصحيفة إنه: "بالنسبة لحكومة نفتالي بينيت فإن جميع الخيارات سيئة".
صفا