ما الفرص الضائعة لاستثمار (900) مليون دينار وما عائدها المفقود..!

 


ذكرَ مدير عام مؤسسة الضمان في مقال نشره بتاريخ 26 شباط 2022 بعنوان (برامج الضمان.. هل هي حالة خاصة في الأردن) بأن الاشتراكات المفقودة جرّاء تنفيذ برنامج تعليق تأمين الشيخوخة وبرنامج تمكين اقتصادي١ تُقدّر بحوالي (230) مليون دينار، وأن كلفة برنامج استدامة على مؤسسة الضمان بلغت (69) مليون دينار حتى تاريخه، وهي غير مستردة..!

ولا نريد أن نحسب كلف البرامج الأخرى ومن ضمنها برنامج تضامن ومساند التي وصلت إلى حوالي (226) مليون دينار، وبرنامج تمكين اقتصادي٢ ومساند٣ والتي بلغت حوالي (224) مليون دينار.. وغيرها من البرامج الأخرى..!

وبحسبة بسيطة نجد أن هناك مبالغ ضخمة تم إنفاقها من خزينة الضمان بشكل مباشر وغير مباشر تتجاوز أل ( 800 ) مليون دينار.. وجزء منها غير مسترد أي أُنفِقت على سبيل التبرع وهو أمر لا يجيزه القانون قط..!

على أي حال ليس هذا موضوعنا اليوم، لكني سأتحدث عن الفرصة الضائعة وهي الأموال التي خسرها الضمان نتيجة عدم استثمار هذه المبالغ الضخمة، أي العوائد الاستثمارية المُفتَرَضة فيما لو دخلت هذه الأموال في المحافظ الاستثمارية لصندوق استثمار أموال الضمان.. وبحسبة سريعة كان يُفترَض أن تُحوّل المؤسسة لصندوق الاستثمار خلال عامي 2020 و 2021 فائضاً مالياً تأمينياً يُقدَّر بحوالي ( 900 ) مليون دينار لكن ما تم تحويله هو (163) مليون دينار فقط.. بمعنى أن هناك (737) مليون دينار لم تحول وخسر الصندوق عائدها الاستثماري "المُفتَرَض"، يُضاف إلى ذلك عشرات الملايين الأخرى التي تم جدولتها على المنشآت بفائدة 1% فقط، والتي سيخسرها أيضاً صندوق الاستثمار لأنها ستأتي تباعاً وعلى دفعات وأقساط تصل مدة سدادها إلى خمسة عشر عاماً..!

الخلاصة أن الفرصة الضائعة على صندوق استثمار أموال الضمان لاستثمار مبلغ لا يقل (900) مليون دينار كانت كبيرة، وكان يمكن أن تعزّز النمو في موجودات الضمان بصورة كبيرة أيضاً، وهنا أوجّه سؤالاً مباشراً لرئيسة الصندوق وأرجو أن تتنازل هذه المرّة بالرد عليّ: ما هو تقديرك لكلفة الفرصة البديلة لاستثمار ( 900) مليون دينار التي لم تصل الصندوق، وكم مقدار عائدها الاستثماري المُفتَرض، وما أثر ذلك على الصندوق، وهل تم أخذ تأثير عامل الوقت على هذه الأموال "المفقودة" بعين الاعتبار علماً بأن قيمة الأموال على المدى البعيد ستنخفض بصورة كبيرة..! ثم لماذا لم يُفصح الصندوق عن هذا الأمر بكل وضوح وشفافية.. وآثرَ الصمت المطبق بالرغم من عدم الرضا "المُفتَرَض" عن الموضوع..؟!