لكل عمل عسكري سواء كان حقيقيا أو تمرينا اسم رمزي يتضمن رؤية المخطط الاستراتيجي لذلك العمل.

في منطقتنا العربية شهدنا أول عمل عسكري أمريكي تحالفي تحت اسم عاصفة الصحراء والتي جاءات على خلفية ما حدث مابين العراق والكويت،والنتيجة النهائية كانت تدمير العراق وتغيير نظامه السياسي.

اليوم تطالعنا وسائل الأعلام بسيل من التقارير والمقالات والتسريبات التي تؤشر على ارتفاع إمكانية حصول حرب اقليمية طرفاها تحالف تقوده أمريكا والطرف الثاني ايران ومن يؤيدها.

أهداف الحرب أن وقعت

الأهداف المعلنة.

١. تدمير المشروع النووي الإيراني ومنظومة الصواريخ البالستية ومحطات السيطرة والتحكم والمنشآت الصناعية والإنتاجية بما يؤدي إلى إعادة ايران إلى داخل حدودها وحاجتها ربما إلى عقود لإعادة البناء،وهذا التدمير ليس بالضرورة أن يشمل تغيير النظام السياسي فيها.

٢. ضمان ترتيب الأوضاع في سوريا وإعادة ترتيبها من جديد وبنظام سياسي جديد على مسطرة نظرائه من العرب وبالتالي حرمان الصين والروس من اية ميزة استراتيجية في منطقة الشرق الأوسط بعد أن فرضت أمريكا الحرب الأوكرانية على الروس واصبحت هي اولويتهم الأولى.

٣. ضمان اندماج إسرائيل بالمحيط الرسمي الشرق أوسطي لابل واعطائها اليد الأولى في التحكم والسيطرة وضمان إعادة الشرق الأوسط إلى الحضن الغربي مرغما وبسايكس بيكو جديدة.

الأهداف الخفية

١. ضمان تدمير معظم منشاءات الدول العربية المشاركة في الحرب وتحديدا دول الخليج والأردن بما يؤدي إلى السيطرة المباشرة على الثروات العربية ونقل التصرف بها إلى دولة الاحتلال الصديقة للنظام الرسمي العربي.

استبدال غالبية الأنظمة السياسية العربية كليا أو جزئيا ، وتقسيم بعض الدول الخليجية واندثاربعضها الآخر.

**/بالنسبة إلى الأردن التي ستشارك في الحرب برغبة من النظام السياسي وعدم الموافقة من الشعب فسيطالها من التدمير بما لا يقل عما يلحق باسرائيل، ستختلط مشاعر الكراهية للحرب مع العوز والضنك الذي يعاني منه الناس مع احتمال إشعال فوضى مخطط لها أو عفوية بما يؤدي إلى خروج القوات الأمريكية من قواعدها لضبط المشهد وربما فرض رؤية جديدة لأردن جديد، كل الاحتمالات مفتوحة ولكن استقرار الاردن مهم للغاية وعليه يجب إعادة ترتيب البيت الأردني بسرعة وابعاد عناصر التأزيم والتوتر وإعادة شئ مما يرضي مشاعر الناس ظاهريا بمعنى إعادة ترتيب قواعد التحكم في الاردن الذي سينظر له على اساس انه إقليم حكم ذاتي لدولة المركز التي هي دولة الاحتلال.

مما سبق نجد أن العامل المشترك ما بين عاصفة الصحراء ورأس الأخطبوط أن حدثت هو التدمير الكامل للمنطقة وإعادة ضبطها من جديد وهذه هي السياسة البريطانية صاحبة الدهاء والمكر وطول النفس.