الفتاتان "أسدي".. دهسهما مستوطن فاحتضنته شرطة الاحتلال وأطلقت سراحه

"كان يراقبنا طوال المظاهرة، لكن لم نتوقع أنه كان يخطط لدهسنا، فيما كان إطلاق سراحه بعد جريمته أكثر إيلامًا من إصابتنا".. هكذا روت فتاة من دير الأسد بالداخل الفلسطيني المحتل لوكالة "صفا"، جريمة الدهس التي تعرضت لهما من سيارة مستوطن.

ودهس مستوطن الشابة روز يوسف أسدي (23 عامًا) وشقيقتها أثناء مشاركتهما السبت في مظاهرة مناهضة للاحتلال الإسرائيلي في "تل أبيب".

وأصيبت أسدي بجراح متوسطة في الظهر، فيما أصيبت شقيقتها بإصابة في يدها وبحالة من الخوف، بعد دهس المستوطن لهما عقب انتهاء المظاهرة.

وتقول أسدي: "كنا نشارك في مظاهرة ضد الاحتلال مساء ذلك يوم، ولم تكن المرة الأولى، فنحن نشارك منذ صغرنا في تلك المظاهرات، وكان يتواجد في المكان عدد كبير من أفراد شرطة الاحتلال".

وتضيف: "المظاهرة عدّت على خير، ولم يحدث مناوشات مع شرطة الاحتلال أو أي جهة من المستوطنين، حيث كان يتواجد يهود في المكان".

وشهدت مظاهرات واحتجاجات الداخل السلمية خلال الأشهر الأخيرة، اعتداءٌ من شرطة الاحتلال وتفريق، بالإضافة لاعتقال عشرات المشاركين، الذين ما زال عدد منهم قيد السجون حتى اليوم.

شتم وتربص واعتداء

وبعد انتهاء المظاهرة وبدء تفرق المتظاهرين، تجمعت أسدي وشقيقتها مع بعض معارفها وأصدقائها من قريتها، لالتقاط صورة.

وتقول: "في طريقنا للعودة إلى الباص، وقفنا لالتقاط صورة، ورفعنا العلم الفلسطيني، وفجأة وإذ بشيء يصدمني بقوة شديدة من الخلف، فسقطت وحاولت أن أستجمع قوايّ مجددًا، لكنني لم أتمكن".

وتشير إلى أن شقيقتها أصيبت في يدها وبحالة هلع من الحادث، وتصفه "كان متعمدًا لدرجة أنه من سرعة السيارة، كان ينوي قتلنا".

وبعد تجمع المشاركين من الشبان حول الفتاتين وإسعافهما، ألقى عدد منهم القبض على المستوطن وقيّدوه.

وارتكب المستوطن جريمته في ظل تواجد كبير من عناصر شرطة الاحتلال في المكان، والتي لم تفعل مقابله إلا شيء واحد، صدم كل من تواجد في المكان.

وتقول أسدي: "بعد إمساك الشبان بالمستوطن، اندفعت عناصر الشرطة إليهم، وكنا نظن بأنها ستلقي القبض عليه، إلا أنها حاولت الاعتداء على الشبان، وخلصته من أيديهم، وأقعدته على جانب الطريق، وسط حراسة عليه، إلى حين نقلنا للمستشفى".

وتؤكد المصابة بأن المستوطن كان يراقب المتظاهرين طوال المظاهرة. وتقول: "كنت ألاحظ أنه ينظر إلينا في كل حين، ويقف بجانب الرصيف، لكنني لم أكن أتوقع بأنه يخطط لفعلته".

وحسب أسدي، فقد اتضح أن ذلك المستوطن هو نفسه الذي كان يشتم المشاركين ويعتدي عليهم بألفاظ نابية في المظاهرة، على مسمع ومرأى من الشرطة.

إطلاق سراحه

وتكمل الفتاة: "صُدمنا بعد وصولنا للمستشفى بخبر إطلاق سراح المستوطن، على الرغم من شهادة 7 شبان على الحادثة من بينهم 3 يهود وأحد المارة.

ويأتي إطلاق سراح المستوطن على الرغم من وجود كاميرات بمكان المظاهرة، وثقت حادثة الدهس.

وخرجت أسدي من المستشفى صباح اليوم بعد تحسن حالتها، إلا أنها تشعر بصدمة وغضب شديدين بسبب الإفراج عن المستوطن.

وتقول: "الأمور أصبحت تتضح لنا كفلسطينيين في هذا الكيان المقام على أرضنا، فأصبحنا ندرك بأن كل شيء يتعلق بالفلسطيني يوجعهم، وأكثر ما يقهرهم هو العلم الفلسطيني".

وتضيف: "لو كان من ارتكب الجريمة فلسطينيًا لتم إعدامه في المكان، وتم وصمها بالإرهاب، وتم اعتقاله أو احتجاز جثمانه، وملاحقة أهله،، لكن كونه يهودي، فقد أطلقوا سراحه، ليعطوا الضوء الأخضر لغيره".

يُذكر أن اعتداءات المستوطنين في الداخل الفلسطيني تتصاعد بشكل متواصل منذ أحداث هبة الكرامة التي اندلعت في مايو العام المنصرم، تنديدًا بالعدوان على الأقصى وغزة والشيخ جراح، بالإضافة لاعتداءات المستوطنين على الممتلكات بالداخل.
صفا