أثارت وفاة الطفلة اللبنانية ياسمين المصري (عام واحد) -بعدما رفضت المستشفيات استقبالها- قلقَ المجتمع اللبناني بأكمله بشأن المصير الذي ستؤول إليه البلاد خلال الأيام المقبلة في ظل النقص الحاد في إمدادات الدواء في لبنان.

وحاول وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض -في حديث مع برنامج (المسائية) على الجزيرة مباشر- تبرير أسباب الأزمة التي يعاني منها القطاع الصحي، إلا أن جد الطفلة المتوفاة كان شديد التأثر واعتبر في مداخلة مع المسائية أن أي تحقيقات في الواقعة أو مساءلة "لن تعيد ابنتهم” إلى الحياة.

وأكد وزير الصحة اللبناني أن وزارته فتحت تحقيقًا في ملابسات الحادث، مشيرًا إلى أن ارتفاع الأسعار "كان عاملًا مؤثرًا في الواقعة” إضافة إلى غياب المستلزمات الصحية نتيجة توقف الاستيراد بسبب الحرب الروسية الدائرة في أوكرانيا.

لكن في المقابل، شدد الأبيض على أن أي شخص قصّر في تقديم الرعاية الصحية لأي مواطن لبناني "ستتم محاسبته”.

وأضاف أن الوزارة أصدرت بيانًا طالبت خلاله المستشفيات بضرورة استقبال أي حالة مرضية بغض النظر عن الحالة المادية.

وتابع "هناك تحقيق جارٍ حول الحادث، واستمعنا للمسؤولين في المستشفيات الأربع (التي توجه إليها أهل الطفلة) لمعرفة تفاصيل ما حدث”.

وأصر الأبيض خلال حديثه على أن وزارته "جادة” في كافة إجراءات التحقيق.

جد الطفلة يكشف تفاصيل مرض حفيدته

كشف الجد محمد المصري للجزيرة مباشر عن المعاناة الكبيرة التي واجهتها العائلة حتى توافق المستشفيات على استقبال حفيدته وعلاجها.

وأكد أن ياسمين "لم تكن تعاني من أي مرض” لكنها عانت بشكل مفاجئ من الإسهال والقيء الذي أدى في نهاية المطاف إلى إصابتها بالجفاف.

وأشار إلى أن حالتها تدهورت بعدما رفضت جميع المستشفيات توفير المصل اللازم لها.

وأضاف لبرنامج (المسائية) أنهم توجهوا إلى 4 مستشفيات قبل أن تطالبهم إدارة أحدها بالتوجه إلى العاصمة بيروت لعلاج طفلتهم.

وأردف "قبل نقلها إلى بيروت استطعنا إدخالها مستشفى السيدة، وهناك أبلغنا الطبيب أنها لن تتمكن من الوصول إلى بيروت. تُوفيت مباشرة ودفنّاها”.

وتابع "لا نعرف حتى الآن ما أصاب ياسمين بالتحديد ولا ندرك سبب الوفاة، كل ما نعرفه أنها توفيت بسبب رفض المستشفيات التعامل مع الحالة”.

ووسط انهيار اقتصادي يعصف بلبنان منذ صيف 2019، تشهد البلاد أزمة حادة في مجالات حياتية حيوية عدة على رأسها نقص الدواء ومصادر الوقود والكهرباء.

المصدر : الجزيرة مباشر