هدية بلون الدم.. ماذا حدث للمذيعة شيماء جمال داخل "مزرعة الموت"؟
تهديد بإفشاء سر ظل طي الكتمان طوال 8 سنوات دفع عضوا بإحدى الجهات القضائية للتفكير في طريقة للتخلص من زوجته. جلس منزويًا في أحد أركان البيت يبحث الطريقة حتى رسم الخطوط العريضة لما هو مُقبل عليه.
علاقة وطيدة جمعت المتهم وسائقه فكان بمثابة العصا السحرية التي تحقق له أمنياته. اتفق الزوج مع سائقه على إيجاد مزرعة لاستئجارها دون إخباره بما يدور في عقله. اتصل بزوجته يزف لها خبرا سارا ستتكشف ملامحه حال وصولهما وجهتهما.
استقل الزوجان السيارة في طريقهما إلى مزرعة بقرية أبو صير مركز البدرشين فأخبرها بأنه بصدد شراء المزرعة وتسجيلها باسمها كهدية إلا أن ثمة سيناريو جديد لاح في الأفق.
مشادة كلامية وقعت بين المستشار ورفيقة الـ8 سنوات هددته خلالها بإفشاء سر زواجهما، وسبته خلالها الزوجة بعبارة خارجة، فاستشاط الزوج غضبًا وأشهر سلاحه المرخص "طبنجة" مسددا لها 3 ضربات بالرأس ثم أجهز عليها خنقًا بإيشارب لتسقط قتيلة قبل أن يحضر مادة كاوية وشوه وجهها والجزء العلوي لإخفاء ملامح الجثة.
أخفى المتهم الجثة بدفنها داخل المزرعة، وأخفى الشاهد الوحيد "سائقه" لدى مجموعة من الأشخاص بالساحل الشمالي؛ خشية كشف أمره إلا أن الأخير لاذ بالهرب لتتكشف الحقيقة.
الجزء الثاني من القضية جاء بتقدم الزوج "عضو هيئة قضائية" بتغيب زوجته مقدمة برنامج "المشاغبة"، وأن آخر اتصال جمعهما أخبرته بأنها بنطاق مدينة السادس من أكتوبر وستتحرك بعدها إلى المنزل قبل غلق هاتفها وعدم تلقيه رد منها.
فشكل اللواء عاصم أبو الخير نائب مدير مباحث الجيزة فريق بحث رفيع المستوى بالتنسيق مع قسم المساعدات الفنية لتفريغ كاميرات المراقبة وتتبع خطوط السير المحتملة لها.
فباشرت النيابة العامة التحقيقات، إذ استمعت لشهادة بعضٍ من ذوي المجني عليها الذين شَهِدوا باختفائها بعدما كانت في رفقة زوجها أمام المجمع التجاري المذكور، وقد ظهرت شواهد في التحقيقات تُشكك في صحة بلاغه.
جهود البحث والتحري التي أشرف عليها اللواء علاء سليم مدير قطاع الأمن العام، بينت أن المذيعة كانت متزوجة من أحد الأشخاص طوال 8 سنوات (3 سنوات عرفي - 5 سنوات رسمي) إلا أن خلافا دب بين الزوجين مؤخرًا هددت على أثره المذيعة زوجها بإفشاء سره لأسرته.
بتاريخ السادس والعشرين من شهر يونيو الجاري مثَلَ أحدُ الأشخاص أمام النيابة العامة أكَّد صلته الوطيدة بزوج المجني عليها، وأبدى رغبتَه في الإدلاء بأقوالٍ حاصلها تورط الزوج المُبلِغ في قتل زوجته على إثر خلافات كانت بينهما، مؤكدًا مشاهدته ملابسات جريمة القتل وعلمه بمكان دفن جثمانها.
وإزاء ذلك، ولعضوية زوج المجني عليها بإحدى الجهات القضائية استصدرت النيابة العامة من تلك الجهة إذنًا باتخاذ إجراءات التحقيق ضدَّه بشأن الواقعة المتهم فيها، وبموجبه أمرت النيابة العامة بضبطه وإحضاره، وتتبعت خطَّ سيره في اليوم الذي قرَّر الشخص الذي مثَلَ أمام النيابة العامة أنه يوم ارتكاب الزوج المتهم واقعة القتل، وضبطت أدلة تُرجّح صدق روايته.
انتقلت النيابة برفقة الشخص إلى حيث المكان الذي أرشد عن دفن جثمان المجني عليها فيه، فعثرت عليها به، وكان في صحبة النيابة العامة الطبيب الشرعي، حيث اعترف هذا الشخص الذي أرشد عن المكان باشتراكه في ارتكاب الجريمة، وعلى هذا أمرت النيابة العامة بحبسه أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، وجارٍ استكمالها.
مصادر مطلعة قالت إن الشاهد أرشد عن مسرح الجريمة، فاصطحبته قوات الشرطة تنسيقا مع الطب الشرعي والأدلة الجنائية وتم استخراج جثة القتيلة.
أضافت المصادر أن الجثة في حالة جيدة -لم تتحلل بعد- وبها آثار ضربات بالرأس وخنق بالرقبة فضلا عن آثار تشويه بالوجه والجزء العلوي لإخفاء ملامحها وتم نقلها إلى مشرحة زينهم تحت تصرف النيابة العامة.
مصادر أمنية وقضائية كشفت عن إصدار أمر ضبط وإحضار المتهم بعد رفع الحصانة عنه -كونه عضو هيئة قضائية- لمناقشته حوال ملابسات الواقعة ومواجهته بالشاهد.
مصراوي