لنكتب قبل الحدث (النداء الثاني)

 


 
حدث بعد حدث، ينزع الفكر وينسف المحتوى، إن تجاهلته بإصرار وقصصت قصدك ستجد طرحك كغيث صيف فاجأ الناس بوقت غير مناسب، فيبتل ورقك ويعجز عن رتابة الخط قلمك، فتتبعثر الحروف لتضيع بين الكلام والكلم.

تنتهز الفواصل رغم قصرها وتسرع بالكتابة فأنت لا تعلم كيف سيكون وقع الحدث القادم، وبالنهاية فإن كل ما تهدف إليه هو أن تراك عيون القارئ، لتكون خشيتك أن لا يسرقها منك عنوان يتعلق بخبر ذلك الحدث الطارئ.

الصفر المستحيل هو صفر الحوادث، وهي من الطبيعي أن تحدث ولكن من فترة لفترة، والفترة المقصودة هنا ليست بالاسبوع ولا بالشهر او حتى بالعام الواحد، وقد تزيد أيضا عن ذلك، أما إن تتابعت تلك الحوادث بما نشهده اليوم بتلك الفترات الوجيزة فذلك مؤشر واضح على وجود خلل متلاحق، فالخلل الأول اعتبر أمرا عابرا وسيتم اصلاحه ولكن تكراره سيغير من وصفه من الخلل إلى الهشاشة، آمل أن لا نستخدم هذا الوصف لأي شئ من ذلك.

إن حصول حدث بعد حدث سيحرف بوصلتنا عن السير لتحقيق اي من النمو او التنمية، فالحلول الآن اصبحت حلول ترقيعية، ونحن أصبحنا نتابع الحدث ونترقب الذي يليه لنسن اقلامنا للكتابة عنه، ولكن الأجدر أن نستقصي ونتحرى ونتابع ونراقب لنكتب عما يسبقه.

نعلم أن هذه الحوادث تلفت نظرنا لمكان أي تقصير ولكن يجب أن لا ننسى انها النتيجة لما كان وسبق، وإن كل ماسبق لن يندرج الا تحت اي من النقص بالقدرات الإدارية أو الفنية او اي من النقص بجوانب الامكانات والتجهيزات المطلوبة، فهل من شئ آخر سهوت عن ذكره، أم أن الصورة في منتهى الوضوح ولكن نحن لا نريد أن نراها، فربما ستغضب صديق أو قريب، يا ليتنا نلتفت فقط إليها فلعله يغيب عنا طويلا ذلك العنوان سارق عيون القارئ، عنوان الخبر للحدث الطارئ.