قاضي جريمة طالبة المنصورة يهز قاعة المحكمة بكلمات من ذهب
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، في مصر والعالم العربي، بعدما وجه قاضي محاكمة جريمة قتل الفتاة المصرية نيرة أشرف، كلمات وصفت بأنها هزت الأرض
وقبل النطق بالحكم على المتهم وإحالة أوراقه إلى مفتي الديار لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه، قال رئيس المحكمة المستشار بهاء الدين المري، كلمة كلمة نارية للمتهم
وقال المري في كلمته: قبل النطق بما انتهت إليه المداولة، تقدم المحكمة كلمة إلى المجتمع، تراها في هذا المقام واجبة
وأضاف: دنيا مقبلة بزخارفها، وإنسان متكالب على مفاتنها. مادية سيطرت، فاستلبت العقول وصار الإنسان آلة، يقين غاب، وباطل بالزيف يحيا، وتفاهات بالجهر تتواتر، وبيت غاب لسبب أو لآخر، والمؤنسات الغاليات صرن في نظر الموتورين سلعة، والقوارير فواخير، ونفس تدثرت برداء حب زائف مكذوب. تأثرت بثقافة عصر اختلطت فيه المفاهيم. الرغبة صارت حبا، والقتل لأجله انتصارا، والانتقام شجاعة، والجرأة على قيم المجتمع وفحش القول والعلاقات المحرمة، تسمى حرية مكفولة. من هذا الرحم ولد جنينا مشوها، وقود الأمة صار حطبها. بات النشء ضحية قدوة مشوهة، وثقافات، مسموعة ومرئية ومقروءة، هذا هو حالها. ومن فرط شيوعه، واعتباره من قبل كثيرين كشفا لواقع، زين لهم فرأوه حسنا، فكان جرم اليوم له نتاجا. أفتذهب نفسنا عليهم حسرات؟ إن هذا الخلل، إن لم نأخذ على أيدي الموتورين ومروجيه؛ استفحل ضرره، وعز اتقاء شره، واتسع الرتق على الراتق. ولكل ما تقدم، تطلق المحكمة صيحة، يا كل فئات المجتمع لا بد من وقفة. يا كل من يقدر على فعل شيء هلموا. اعقدوا محكمة صلح كبرى بين قوى الإنسان المتابينة، لننمي فيه أجمل ما فيه. أعيدوا النشء الملتوي إلى حظيرة الإنسانية. علموهم أن الحب قرين السلام، قرين السكينة والأمان، لا يجتمع أبدا بالقتل وسفك الدماء. أن الحب ريح من الجنة، وليس وهجا من الجحيم. لا تشوهوا القدوة في معناها فتنحل الأخلاق. عظموها تنهض الأمة. هكذا يكون التناول، بالتربية، بالموعظة الحسنة، بالثقافة، بالفنون، بمنهج تكون الوسطية وسيلته، والتسامح صفته، والرشد غايته
رسالة لأولياء الأمور
ووجه القاضي كلمته أيضا إلى أولياء الأمور قائلا: إلى الآباء والأمهات نقول لا تضيعوا من تعولون. صاحبوهم، ناقشوهم، غوصوا في تفكيرهم، لا تتركوهم لأوهامهم، اغرسوا فيهم القيم
رسالة لقاتل نيرة أشرف
ثم التفت إلى القاتل وقال: وإلى القاتل نقول جئت بفعل خسيس هز أرضا طيبة أسرت لويس. أهرقت دما طاهرا بطعنات غدر جريئة. ذبحت الإنسانية كلها، يوم أن ذبحت ضحية بريئة. إن مثلك كمثل نبت سام في أرض طيبة. كلما عاجله القطع قبل أن يمتد، كان خيرا للناس وللأرض التي نبت فيها
ولم تحتاج المحكمة إلى أكثر من يومين لإصدار حكمها، حيث بدأت أولى جلسات المحاكمة يوم الأحد الماضي