أقلام مخملية تکتب عن أشواك الصوف
عدت للتو من سهرةٍ أدبية مع صعاليك الليل,تارةً نٶمر شاعراً وأخری نروس ناثراً ,وفي منتصف الجدل نهدم المجدين معاً ,مجد الشعر بأميره ومجد النثر برٸيسه,أتصفح من باب التقيا الثقافية عناوين الصحف ,واستشرف ملامح الغد بنکهة الأمس البٕاٸت ,لا جديد يقال بل قديمُُ يجترونه فيعاد .
وما بين تکلف الکتابة واستدعاء النص ,مفارقة وتضاد لا يمکن لهما أن يجتمعا ولا حتی بأيِّ شکلٍ من الأشکال, ما شدهني أو استحوذ علی دهشتي المترنحة ,هو نقد ذوي أقلام المخمل والورق المصقول لواقع طبقة شعب الصوف المشوب بالشوك إلی حد التباکي ذرفاً لدموع التماسيح علی واقع کانوا ذات يوم هم من أمهر صناعه أو هو نتاج نفاقهم الوظيفي وتبرطعهم بجمهورياتهم الشخصية التي تطمح بصولجان سلطة جديدة ليحمي کل مکتسباتهم القديمة التيٕ باتت نکشة سن مع ما يدور خلف جدران الوزارات والهيٸات والدواٸر المستقلة ووهج الوظيفة .
لا زلت أذکر قصة صديقي أشرف ذلك الجندي الذي ذهب ليشتري دجاجتين لکلبة القاٸد التي جاءته علی سبيل الإهداء من أحد قادة الجيوش العالمية ,وبينما الجندي أشرف کان عاٸداً انعطف علی مطعم شعبي ليشتري ساندويشة حمص وفلافل ولم يمتلك يومها ثمن کاسة شاي ليبلع فلافل وحمص المساء الخشنين, هکذا هم الشبعی عندما تعمي أبصارهم نعماء الأبهة يتماهون مع السياسة أوالنهج بغض النظر عن حسناته أو سيٸاته, ولکن عندما يخرجون خارج سکة الذات البرجوازية ,فقط بالمال ولا غيره ,يلجأون للمعارضة الخجولة الناعمة بالعصا والجزرة من البلاستيك کدمی لإخافة المنظومة بصولحان ما يحاکي الفکر المعلب للفت الأنظار من أجل شقفة منصب أو مسمی ليتحول قلمه المخملي لمطرق لوزٍ حار لتنجيد صوف الفقراء المشوب بالشوك ليصبح فرشةً أو وسادة أو لحافاً لافتراشه وتوسده والتدثر به !.
نظرية عين علی الجنة وعين علی النار باتت لعبة بغيضة وفاضحة ومکشوفة ,واستغباء الناس باتت کاستثمار خيول المتنزهات والشواطیء ,يوهمون الساٸح أو شمام الهوی بأنه خيال من ظهر خيال ,وأن هذه الفرس لم تخلق إلا له ليمتطيها ,وبعد أن ينتهي الشوط بدفع دينار أو نصف دينار .يقوم صاحب الکديشة بکيل الشتاٸم للخيال الطاریء الذي بات بلا فرس ولا مديح ولاحتی مال .
عندما کنتم في فلك المقام ولجام المقال لزمتم الصمت وانحنيتم وتماهيتم مع جريان النهر حتی مصابه المجهولة وإن کانت متشعبة ,وعندما تم إخراجکم عن مسار المجرة بات النضج السياسي المصطنع عنوان مرحلة توهمتم انطلاء حجتها علی الناس ,وکشفتم عن الذات والأنا وأنتم والطوفان من بعدکم ,ربما تجدون جسور ضالتکم الهشة لمساکين الاستجداء والعواطف لوقتٍ معلوم من الزمن ,لکنکم أبداً لا تستطيعون الغلبة کما تتوهمون ولا حتی النفاذ بسهام مقاصدکم الأنانية الخاصة لبقية جلود القطيع المدبورة .
لن نقبل أن نکون حطباً لتنور خبز أهدافکم المکشوفة,ولن نقبل أن نکون الطعم علی مسامير صنانيرکم الصدٸة ,فلربما کانت الحکومات ذات النهج الفاضح والواضح بلا تلون حتی في غاياتها وهذا ليس بلا أکثر منکم ,لکنکم أنتم من تحاولون إيهام الشعب بأنه هو من يجب عليه قرع الجرس لا أنتم .
الکتابة بأقلامکم المخملية علی صوف القطيع المشوب بالشوك ليست کما توهمون البسطاء أنها مصباح علي بابا السحريٕ,بل هي عملية حرق للمراحل لا أکثر علی نار مصالحکم الخفية والمعروفة سلفاً ,وهي التي تحاکي القناعة والشعار ,فشعاراتکم ترفعونها بتضامنکم مع الشعب الذي لا زلتم تقرأون عنه من خلف زجاج سياراتکم الأسود وعلی صفاف برك السباحة في مزارعکم , بينما القناعات هو لفت الأنظار أن هنا برجوازي يبتهل علی سجادة الذات والمصلحة والأنا!.