عدي يا ابن أمي...
يدُ عدي التي لامست اياديهم وهي تخطو نحو قول الله تعالى (ومن أَحيَاها فكأَنَّما أَحيا الناسَ جَميعًا) ، كانت ناعمة الملمس ﺭﻗﻴﻘﺔ ﺍﻟﺨﻄﻰ ﻫﺎﺩﺋﺔ ﺍﻟﻄﺒﻊ ، هي يدُ أبي و أخي، هي يد العسكر "خير أجناد الأرض"هي خشونة الأيام التي لا جزاء لها الا الجنة ..
عدي الذي انتقل الى رحمة الله يوم امس، أثناء القيام بواجبه في عملية إنقاذ نفذتها كوادر الدفاع المدني، لإخراج شخصين سقطا داخل حفرة يزيد عمقها عن 30 مترا، داخل منزل في العاصمة عمان ، مضى على طريق الحق والواجب في قافلة شهداء الوطن الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه،
عندما انتشر خبر استشهادك نظرت الى صورتك مليّاً فتُسرب إلى أوردتي نور الطريق، عدي يا ابن أمي، لم يعد للروح أن تعتاد لهذا الركون، ولن نقبل لراكبين الموج ان يرسموا لنا الطريق حسب اهوائهم، فالوطن لنا وسيبقى على الدوام، سأظل أفتخر أن دمك من دمي فانت من فصيلة دم نادرة ، فصيلة وصفي وهزاع وفراس، وراشد الزيود ومعاذ الكساسبه وعاطف الخطيب، وسائد المعايطه وضياء الشمايله.. وغيرهم الكثير الكثير من شهداء الأردن الأطهار ، هي الفصيلة الوحيدة التي تتقبلها فصائل الوطن بأكمله دون مضاعفات أو اعتلال،
أنا ابن العسكر واعلم ان راحتكم في خدمتنا وحماية الوطن فلا يوجد للراحة بابًا في قواميس أيامكم،ولم يُسطر التاريخ عليكم إلا ماقاله سيد البشر «عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله»
والله ما طرق بابكم طارقٌ إلا ولّبوه وما استجارهكم أحد إلا وأجارتموه، ،أنتم خير قطرة دم تراق في سبيل الله، أنتم ورثة الصالحين أنتم العقال والفوتيك أنتم الجيش وربيّ يحمي الجيش..
ما زلت أذكر كلمات أمي عليها رحمة الله وهي تقول يمه إلّي راس أبوه فوق النجوم(تقصد الرتب) ما ينحني إلا لله والوطن، كبرت يمه وشفت بأُم عيني شو يعني الجيش..ومن هم حراس الوطن في وقت المحن..ومن هم نجوم وكبار البلد
نم قرير العين مرتاح البال، فأنت محطة أنارت طريقنا ومهدت لمرور قوافل الشهدء ، غدًا سيلحق بك شهيد يتلوه شهيد فليس للشهداء مواسم ومواقيت محددة لتعطير تراب الوطن الذي الذي نفديه بأهداب العيون.