تامر نفار.. أزعجت أغانيه الاحتلال فألغى حفلاته "خشية التحشيد"


ألغت بلدية الاحتلال الإسرائيلي في مدينة عكا بالداخل الفلسطيني المحتل، عرضًا لمغني الراب الفلسطيني تامر نفار، كان مقررًا أمس الأحد.

ويأتي إلغاء الحفل على خلفية دعم نفار لحركة مقاطعة "إسرائيل" وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها، المعروفة دوليًا بـ (BDS).

وإلغاء الحفل ثمرة لتحركات ومطالبات مسؤولين إسرائيليين لبلدية الاحتلال، والذين يطالبون أيضًا باتخاذ إجراءات ضد النفار وظهوره وسط الجماهير، وليس فقط الاقتصار على إلغاء حفله.

وكان من المفترض أن يقام عرض نفار في عكا أمس، ضمن فعاليات الصيف التي تنظم للفلسطينيين في المدينة.

وحقق مغني الراب نفار (39 عاماً)، نجاحًا في مناطق الـ48، ولديه جمهور واسع، ولاسيما وأن عددًا من أغانيه تتطرق إلى الواقع السياسي لفلسطينيي الداخل المحتل.

وسبق أن تعرض نفار، الذي بدأ بأغاني الراب لأول مرة في الداخل عام 2000، وشكل فرقة تسمى "دام"، لحملة تحريض واسعة رسمية وشعبية يقودها اليمين الإسرائيلي المتطرف.

بالمتطرف "بن غفير"

ويؤكد "استيفان" مدير أعمال نفار لوكالة "صفا"، أن بلدية الاحتلال أبلغت بإلغاء الحفل، على الرغم من تقديم الطلب رسميًا، وإنجاز التحضيرات للحفل.

ويقول إن "إلغاء الحفل جاء ضمن الملاحقة السياسية، وعلى خلفية مواقف نفار، والتحريض عليه من اليمين المتطرف وبعض الجهات الإسرائيلية، على خلفية مواقفه الرافضة لممارسات الاحتلال وعنصريته ضد الفلسطينيين".

ويؤكد ناشطون لوكالة "صفا" أن عضو الكنيست "إيتمار بن غفير" هو من يتزعم الحملة ضد نفار، وهو من أوعز لرئيس البلدية باتخاذ إجراءات ضد ظهوره.

وفي تصريح أخير له بعد مطالب إلغاء حفل الراب، قال رئيس بلدية الاحتلال: "الإرهابيون لن يدخلوا عكا، وسنواصل النضال من أجل حدوث ذلك في المستقبل أيضًا".

ويقول الناشط العكاوي أحمد عودة، إن التحريض الإسرائيلي لا يقتصر على نفار وحده، بل على عدد من المعلمين الفلسطينيين الذين يعملون في مدرسة اسمها الشاملة، على خلفية مواقفهم ضد جرائم إسرائيل وعنصريتها، ودعمهم لحركة المقاطعة".

وحركة مقاطعة "إسرائيل" هي حركة فلسطينية ذات امتداد عالمي تسعى لمقاومة الاحتلال والاستيطان والأبارتهايد الإسرائيلي، من أجل تحقيق الحرية والعدالة والمساواة في فلسطين وصولاً إلى حق تقرير المصير لكل الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات.

تغذية إعلامية وعنصرية

وشاركت وسائل إعلام عبرية منها القناة السابعة وصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية في الحملة ضد نفار وعدد من معلمي المدرسة الشاملة.

وجاء في موقع الصحيفة المذكورة: "لا يجب على المعلم الذي يتقاضى راتبه من وزارة التربية أن يتعارض مع إسرائيل، وبالتأكيد لا يشعل النار بالضبط عندما تشتعل إسرائيل، لكن أربعة مدرسين في مدرسة حلمي شافعي الثانوية في عكا تصرفوا بشكل مختلف".

وذكرت القناة أسماء المعلمين ضمن التحريض ضدهم وهم: عادل ريان، آدم كاشاشا، جنان مسلماني وخلود فوديز.

واتهمت الصحيفة المعلمين الأربعة ببث "دعاية للحرب أثناء وبعد هبة الكرامة"، التي اندلعت في مايو العام المنصرم، دفاعًا عن المسجد الأقصى وضد العدوان على غزة وأهالي الشيخ جراح.

ويشدد عودة على أن أقطاب إسرائيلية، تحاول استغلال واستثمار ما جرى من أحداث بعكا خلال الفترة الماضية، للنيل من إرادة أهل عكا الفلسطينيين، وفرض حصار عليهم، وتغذية العنصرية الموجودة ضدهم.

ويعتبر أن ألغاء حفل الراب للنفار، يأتي في ذلك السياق، وفي محاولة لترهيب الجماهير في عكا، ومنع تكرار ما حدث بهبة مايو.

من جانبه، يؤكد مدير أعمال نفار، أن هناك محاولات لتحديد موعد جديد لحفله، عقب إلغاء بلدية الاحتلال لحفل أمس، لكنه يشير إلى عدم إمكانية الحديث عن موعد جديد حتى الآن في ظل التحريض الجاري.

تجدر الإشارة إلى أن عكا تعتبر من أكثر المدن عددًا لمعتقلي هبة الكرامة، ولا زال 46 من أبنائها رهن الاعتقال منذ مايو العام المنصرم، فيما نفذ الاحتلال مؤخرًا حملة ضد أخرين على خلفية الهبة، رغم مرور عام عليها.


صفا