الجَـذرُ والعَصَـب




حَرفيْ جَوادُك يا أُردُنُّ ما كَتَبَــا ... إِلّا طِراداً يَرومُ الحَـقَّ والسَّلَبَــا
فأَسرِجِ العَزمَ وارفَعْ سَيفَ مَن سَبقوا ... مِنَ الأماجدِ إنَّ الثّـأرَ قَد وَجَــبَــــا
الضَرعُ جَفَّ وَكَفُّ الأَرضِ قَد يَبِسَتْ ... مِنَ الفسادِ وَأَضحى وَجهُها يَبَبَـــا
وَمَا تَخاذَلَ في يَومِ الطِرادِ فَتىً ... إلّا أَمــامَ كَحيــــلاتٍ لَهُ سُـلِبَــا
وما يَسوءُ الفتى حَتفٌ يُصارِعُهُ ... لكِنْ نَقيصَتُهُ إِنْ غابَ أَو هَـرَبـَـا
نَصْحُو على فَشَلٍ نُمْسي عَلى فَشَلٍ ... وَالفاشِلونَ نُغَنّي مَجدَهم طَرَبَــا
عِشرونَ عَامَاً فَلَمْ يُبقوا لَنا نَفَسَاً ... كَلّا وَلا أَمَـــــلاً إِلّا وَقَدْ نُهِبَـــا 
...
...
إِن كانَ في نَسَبِ الأَخيارِ مِنْ شَرَفٍ ... فَالذّئبُ قَطَّـعَ فِـي أَنيابِـــهِ النَسَبَــا
وَالذِئبُ ذِئبٌ وَإِن أَخفى حَقيقتَهُ ... وازدَانَ في لُبَدِ الآسادِ مُنتَسِبَـا
وَنَحنُ لَسنا مَوالي في حَديقَتِهِم ... كلَّا ولا غَنَمٌ تأوي لِمَنْ عَشَبَـا
فَالأُردُنيُّونَ هاماتٌ إِذا انتَسَبوا ... مِنْ أَخيرِ النَّاسِ في أَنسابِهِم حَسَبَـا
وَنَحنُ أَكرَمُ مَنْ في الأرضِ قاطِبَةً ... نَحمي الدَّخيلَ ونَقري الضَيفَ ما وَجَبَا
صُدورُنا اتَسَعَتْ للاجِئينَ لَنا ... مِن نازِلاتٍ بأَوطانٍ لَهُمْ هَـرَبَـا
وَالقُدسُ تَعِرفُ أسوارٌ لَها دَمَنا ... أَبى التَقاطُرَ، لكِنْ فاضَ وانسَكَبَا
وَفي مَعاركِ بابِ الوادِ حابِسُنا ... أَذاقَ جَيشَ العِدا المَوتَ والعَطَبَا
عُذراً فِلسطينُ قَد جُدنا بأَنفُسِنا ... وَخانَ أُمَّتَنــا مَـنْ ظَهـرَهـــا رَكِبَــا
يا مَوطِنَ الشَّمسِ كَمْ في الّليلِ مِنْ أُمَمٍ ... ثَوَتْ وَزالَتْ بِشَمسٍ أَشرَقَتْ لَهَبَـا
وَكَمْ عَدا فِيكَ ذِئبٌ حِينَ مَأمَنِه ... لَمّا غَضِبـتَ تَوَلَّى هارِبـاً سَرَبَــا
أُردُنُّ يا خَيمَــةً لِلعِـزِّ شَيَّدَهـهــــا ... رَبْعٌ بِأَعظُمِهِمْ شَدّوا لَها طُنُبَــا
مِنْ دَمعِ أَعيُنِهِمْ أَو مِنْ شَذا عَرَقٍ ... قَد أَنبَتَ السَّفحُ شِيحَاً أَو سَخا عِنَبَا
لا يُصلِحُ الوَطَنَ المَقهورَ مُفسِدُهُ ... وَكـانَ دَومَـاً لِأَعـداءِ الحِمى ذَنَـبَـــا
إِذا تَعَفَّـنَ ضِرسٌ فيكَ مِنْ زَمَـنٍ ... مِنْ جَذرِ مَكمَنِهِ إخلَعهُ والعَصَبَـــا