لاجديد من زيارة بايدن
بعد الإعلان عن زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي جو بايدن لمنطقة الشرق الأوسط والتي ستكون الى المملكة العربية السعودية وسيحضرها عدد من دول المنطقة، والتي يسبق هذه الزيارة ، زيارة إسرائيل كما اعلن عن برنامج الزيارة من قبل واشنطن.
رغم برود العلاقة مؤخراً ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية وحتى الإمارات، إلا أن هذه الزيارة ستكون معاكسة للقواعد البروتوكولية للإدارة الأمريكية التي بالعادة تستقبل أولاً في البيت الأبيض ومن ثم تردّ الزيارة.
الرياض تنظر لهذه الزيارة أنها جاءت لإنهاء حالة البرود في العلاقات، فمنذ 16 شهر تقريباً، أي منذ تولي بايدن الرئاسة لم يكن هناك أي تواصل بين واشنطن والرياض علماً أنني أخالف من يدعي بأن الأخيرة لا تهتم لهذه الزيارة، أو أن بوصلتها أصبحت تتجه نحو موسكو، فالعلاقات السعودية الأمريكية تاريخية ويصعب تحجيمها، بسبب التنسيق الأمني والاقتصادي والقواعد الأمريكية في المنطقة.
إن الملف الأبرز لهذه الزيارة هو النفط، ومن الممكن البحث بتعزيز الاستثمار بالاقليم ، أما نتائجها فسوف تكون مهمة والرابح الوحيد منها حكومة (بينيت لابيد) حالياً لابيد الإسرائيلية، إذ سيحاول بايدن تقريب وجهات النظر مع الداخل الإسرائيلي رغم هشاشته وضعفه، وسيعطيها دفعة قوية لإجراء الانتخابات المحددة بداية تشرين الأول، وتشكيل حكومة إسرائيلية بأسرع وقت ممكن لتجاوز التخبط الحاصل منذ ما يقارب الأربع سنوات، بالإضافة إلى إضافة هذه الزيارة النوعية للعلاقات مع الديمقراطيين بعد جمود العلاقة وبرودها لمدة تجاوزت العقدين هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية تعزيز الموقف الإسرائيلي المعادي لإيران وإعطاء الضوء الأخضر لتوجيه الضربات الإسرائيلية للأهداف الإيرانية وحزب الله في سوريا.
مما لاشك فيه، أن الأردن يرغب من خلال هذه الزيارة تحقيق نتائج إيجابية سياسية تتمثل بتعزيز الاعتراف بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية وضمانها من قبل الولايات المتحدة، أما الاقتصادية فهي محاولة دعم الولايات المتحدة للأردن من خلال التنسيق مع دول الجوار لزيادة حجم الاستثمارات فيه، خصوصاً أن المملكة تعاني من أوضاع اقتصادية صعبة يعلمها الجميع.
خلاصة القول، إن هذه الزيارة لا تعد بأي تغيير استراتيجي سياسي ولن تقدم حلولاً للصراع الفلسطيني الإسرائيلي الأهم، كما لن يدور بالأفق أي حل نهائي بالتنسيق مع المرجعيات الدولية التي أصبحت بالآونة الأخيرة غير مهتمة بهذا الصراع وضعفت مبادراتها حوله، لما يدور في العالم من أحداث وخاصة الحرب الروسية - الأوكرانية وتبعاتها السياسية والاستراتيجية والاقتصادية .