"باقة لحم".. صورة "مهيبة العيد" تثير سخرية في الجزائر
باقة من لحوم الأضاحي المحاطة بالورود، أهداها جزائري لخطيبته بمناسبة عيد الأضحى فجرت موجة سخرية عارمة في الجزائر.
وتداول جزائريون عبر منصات التواصل صورة لجزائري التقط صورة باقة لحوم الأضاحي المحاطة بالورود بمناسبة عيد الأضحى.
في الجزائر هناك عادة قديمة تسمى "مهيبة العيد" في عيدي الأضحى والفطر، إذ يأخذ أهل العريس هدايا للعروس وأهلها، من بينها العطور والألبسة وحتى قطعة من الذهب، وكذا "رجل خروف" أو "فخذه"، ومصاحف وخضراوات وفواكه، دلالة في الموروث الجزائري القديم على أن "العروس أصبحت من عائلة زوجها المستقبلي".
وفجرت الصورة موجة سخرية عارمة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وكان من بينهم الأستاذ الجامعي الدكتور مراد كموش الذي كتب منشورا وصف فيه "باقة اللحم" بـ"طبق الرومانسية المشوي في الجزائر".
مهيبة العيد
ومن بين أقدم وأشهر العادات المرتبطة بالمناسبات الدينية عموماً وعيدي الفطر والأضحى خصوصاً في الجزائر، توجد عادة "المهيبة" التي مازالت شائعة إلى يومنا هذا، توارثتها العائلات الجزائرية منذ عصور خلت، وتتجاوز ذلك إلى "العُرف" الذي لا يمكن للعريس أو أهله تجاوزه وإلا "اندلعت أزمة بين العائلتين".
تسمى أيضا "العطية" وكذلك "عيد العروس"، وهو ما يعني أن المقصود بهذه العادة إلى الفتاة المخطوبة التي تنتظر أيام عيد الفطر تكريماً من عائلة زوجها المستقبلي بطقوس خاصة.
وتُعرف "مهيبة العيد" في الموروث الجزائري على أنها "تقدير مالي ومعنوي من العريس وأهله للعروس وأهلها" "وحفر قاعدة صلبة لذلك الرباط المقدس"، وهي العادة التي تجمع أهل العروسين "4 مرات" أخرى قبل حفل الزفاف.
إذ إن عادة "المهيبة" مرتبطة بمختلف المناسبات الدينية، وبعد خطوبة العروسين يصبح لزاما على العريس وأهله أن يأخذوا معهم هدايا للعروس في المناسبات الدينية وخاصة في عيدي الفطر والأضحى، وعاشوراء، والمولد النبوي الشريف.
طقوس "المهيبة"
ويُحدد موعد "مهيبة العيد" خلال الأيام الـ3 لعيد الفطر، وقد يستقبل أهل العروس عائلة الخطيب في واحد من هذه الأيام، قد يكون الخطيب حاضرا أو غائبا بحسب عادات كل منطقة جزائرية.
في واحد من هذه الأيام، يقصد أهل العريس خطيبته بمراسم مشابهة ليوم الخطبة، للقيام بعادة "المهيبة" لـ"تكريم زوجة المستقبل" بهدايا حسب قدرة كل عائلة وعريس، وتعد هذه العادة أيضا فرصة للعائلتين للحديث عن تفاصيل الزواج، وتعبر أيضا عن تمسك العروس وأهلها بزوج المستقبل.
و"المهيبة" مستمدة من كلمة "هبة" والتي تعني في القاموس العربي "العطية والهدية وكل ما يعطيه الشخص من دون مقابل".
وتتمثل غالباً "هيبة العيد" في مختلف المناطق الجزائرية وفق تقاليدهم "قطعة من الذهب، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من حلويات العيد وبعض الفواكه"، وتمتد إلى "فخذ من الخروف وعطور وحناء وملابس وأحذية".
كلها هدايا وعربون محبة وتمسك بزوجة الابن المستقبلية وفق عادات الجزائريين، رغم الانتقادات التي باتت تلاحق هذا "العُرف الاجتماعي" لما يعتبره الشباب وكثير من العائلات "نفقات إضافية تُثقل كاهل الرجل وعائلته"، ويعتبرها آخرون من أسباب عزوف الشباب عن الزواج.
بينما كشفت سيدات جزائريات مهتمات بالتراث الجزائري لـ"العين الإخبارية" عن أن هدايا "المهيبة" تغيرت مع تغير المجتمع الجزائري، وأصلها في الموروث الثقافي الجزائري أن تلك الهدية تكون بأقل التكاليف.
وذكرت أنها كانت عبارة عن "قُفة" مملوءة بالحناء والمواد الغذائية مثل السكر والزيت والقهوة وبعض الفواكه، مع قطعة قماش تصنع منها فستاناً تقليدياً.
وترتدي العروس خلالها لباساً تقليدياً وتستقبل مع أفراد عائلتها الضيوف من عائلة الخطيب، وتشرف على تقديم الحلويات والقهوة، وتتخل الجلسة النسوية تقديم أم العروس لـ"كنتها" الهدايا التي جلبتها لـ"تكريمها".