بايدن: نسعى لتخفيض سعر النفط، ولن نترك فراغا لتشغله روسيا والصين
أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنه بحث مع المسؤولين السعوديين مسألة الطاقة والحاجة لمدّ الأسواق بما تتطلبه، وذلك في مستهل زيارته للسعودية، بعد وصوله إليها قادما من تل أبيب في أول رحلة رسمية مباشرة تربط بين السعودية وإسرائيل.
وقال بايدن -في مؤتمر صحفي مساء الجمعة- "بحثت مع المسؤولين السعوديين مسألة الطاقة والحاجة لمد الأسواق بما تحتاج وأتوقع خطوات عملية من الرياض"، مضيفا "نسعى لتخفيض أسعار الطاقة وينبغي الانتظار أسبوعين لنرى هذا الانخفاض".
واعتبر بايدن أن القرار بشأن إنتاج النفط لا يعتمد على العواطف الزائدة أو السياسة، حسب تعبيره.
كما قال بايدن إنه أجرى سلسلة جيدة من الاجتماعات وناقش الاحتياجات الدفاعية للسعودية، مؤكدا أن بلاده لن تترك فراغا في الشرق الأوسط لتشغله روسيا والصين.
وأكد الرئيس الأميركي أنه تم الاتفاق على ربط شبكة الكهرباء العراقية بشبكة دول مجلس التعاون الخليجي عبر الكويت والسعودية، وتابع "بحثنا تعزيز موقعنا في العقود القادمة والاستثمار في تكنولوجيا الجيل الخامس بالتنسيق مع الشركاء".
مباحثات في جدة
وأجرى بايدن مباحثات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بحضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في قصر السلام بمدينة جدة.
وأوردت وكالة الأنباء السعودية أن اللقاء بحث علاقات البلدين، وسبل تعزيزها بما يخدم المصالح الأميركية والسعودية في مختلف المجالات.
كما عقد بايدن جلسة مباحثات رسمية مع محمد بن سلمان، تناولت ملفات مختلفة أبرزها ملف الطاقة والأوضاع الإقليمية، وذلك قبل أن يترأسا اجتماعا موسعا بحضور وفدي البلدين.
ووصل بايدن عصر الجمعة إلى مدينة جدة قادما من إسرائيل، في أول رحلة مباشرة لرئيس أميركي من تل أبيب إلى المملكة، وهي محطته الثالثة والأخيرة في جولته التي شملت إسرائيل وفلسطين.
وكانت السعودية قد أعلنت فجر الجمعة فتح أجوائها لجميع الطائرات المدنية، الأمر الذي رحبت به واشنطن على الفور، حيث صدر بيان للبيت الأبيض جاء فيه إن بايدن سيكون أول رئيس للولايات المتحدة يطير من إسرائيل إلى جدة، واصفا قرار السعودية فتح مجالها الجوي لجميع الطائرات المدنية بالتاريخي، ولا سيما تلك التي تحلّق من إسرائيل وإليها.
ورأى بايدن أن ذلك خطوة مهمة لبناء منطقة شرق أوسط أكثر تكاملا واستقرارا، وأن قرار الرياض يمكن أن يساعد في بناء الزخم نحو مزيد من اندماج إسرائيل في المنطقة، بما في ذلك مع السعودية.
وأضاف أنه سيبذل ما في وسعه من خلال الدبلوماسية المباشرة والمشاركة بين القادة لمواصلة دفع ما وصفها بالعملية الرائدة.
وقبل وصول بايدن، قال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية إن اندماج إسرائيل مع العالم العربي سيكون على جدول مباحثات الرئيس الأميركي في جدة.
وكانت هيئة الطيران المدني السعودي أعلنت فتح أجواء المملكة أمام جميع الناقلات الجوية التي تستوفي متطلبات العبور.
وقالت الهيئة -في بيان نشرته عبر حسابها على تويتر- إن القرار يأتي استكمالا للجهود الرامية لترسيخ مكانة المملكة كمنصة عالمية تربط القارات الثلاث، ولتعزيز الربط الجوي الدولي.
كما أوضحت أن القرار يأتي في إطار حرص المملكة على الوفاء بالتزاماتها المقررة بموجب اتفاقية شيكاغو لعام 1944، التي تقضي بعدم التمييز بين الطائرات المدنية المستخدمة في الملاحة الجوية الدولية.
من جانبه، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد أخبار فتح المجال الجوي السعودي لشركات الطيران الإسرائيلية بالأخبار الجيدة.
وقال لبيد -في تغريدة على تويتر- إن ذلك جاء بعد طريق طويل وسري ودبلوماسية مكثفة مع المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.
وهنّأ القيادة السعودية على فتح المجال الجوي، وقال إن تلك الخطوة تعدّ الأولى، و"سيستمر العمل على هذا الأمر بالحذر اللازم لمصلحة الاقتصاد الإسرائيلي وأمن إسرائيل ومواطنيها".
وقبيل مغادرته إلى السعودية، اختتم بايدن زيارته الأولى إلى إسرائيل وفلسطين بصفته رئيسا للولايات المتحدة، وقال إن التزامه بتحقيق هدف حل الدولتين لم يتغير، لكن تحقيق هذا الهدف قد يبدو بعيد المنال بسبب القيود التي تفرض على الفلسطينيين.
وأضاف بايدن -في مؤتمر صحفي مشترك عقده في بيت لحم مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس- أنه لا يمكن لليأس والقنوط أن يصوغا المستقبل حتى إن لم تكن الأرضية جاهزة لبث الروح في المفاوضات، وفق تعبيره.
من جانبه، طالب عباس بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وقال إن مفتاح السلام في المنطقة هو الاعتراف بدولة فلسطينية وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة.
وأضاف أن حل الدولتين على أساس أراضي 67 قد لا يكون متاحا في المستقبل، وعبّر عن أمله أن تعمل الإدارة الأميركية على وقف الانتهاكات الإسرائيلية.
(الجزيرة نت)