بعد دعمه للاحتلال وتهميشه للفلسطينيين.. ما آليات مواجهة إعلان بايدن – لابيد؟

يرى محللان سياسيان أن خيار المقاومة بكل أنواعها هو أنجع وسيلة لمواجهة الإعلان الأمريكي – الإسرائيلي الذي ينص على رعاية مصالح الاحتلال، مؤكدين أهمية مبادرة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية لبناء تحالف سياسي يحمي المنطقة من التطبيع والهيمنة الإسرائيلية.

وخلال زيارته للكيان التي بدأت الأربعاء وانتهت الجمعة، وقّع الرئيس الأمريكي جو بايدن إعلانا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد سمي بـ"إعلان القدس" وتضمن تعهدًا أمريكيًا بحماية أمن الكيان على المستوى الاستراتيجي باعتباره ذا اهمية عليا للأمن القومي الأمريكي برمته.

كما شمل الإعلان ضرورة منع إيران من امتلاك السلاح النووي، إضافة للتعهد بدعم الكيان بميزانية دفاعية ضخمة تصل إلى 38 مليار دولار بما في ذلك دعم منظومة القبة الحديدية والبحث عن مصادر تعزيز قوة أخرى ضد الصواريخ، وكذلك الحاجة لمواجهة القوى التي وصفها الإعلان بـ"المتطرفة" في المنطقة مثل حماس.

ولم يتضمن هذا الإعلان أي شكل من أشكال الحلول السياسية للقضية الفلسطينية، إنما اقتصر فقط على دعم واشنطن لمبدأ حل الدولتين.

وفي أعقاب ذلك، قال هنية إن محاولات الإدارة الأمريكية في إعادة هندسة المنطقة على أساس دمج الكيان المحتل فيها، وتوفير الأمن له عبر التحالفات مع بعض الحكومات العربية ستبوء بالفشل.

ودعا إلى "فتح حوار استراتيجي بين مكونات الأمة ودولها؛ يفضي إلى بناء تحالف سياسي يحمي المنطقة من الهيمنة والتطبيع والسيطرة على الثروات".

إعلان لا يحمل جديدا

وفي هذا الصدد، يعتقد المختص في الشأن السياسي مصطفى الصواف، أن "إعلان بايدن- لابيد" لا يحمل في طياته أي جديد، إنما هو تأكيد على المواقف الأمريكية السابقة بأن أمن الكيان هو جزء مهم من أمن الولايات المتحدة.

ويقول الصواف في حديثه لوكالة "صفا": إن الإعلان جاء لتوصيل رسالة تطمين للكيان الإسرائيلي بأن الإدارة الأمريكية ما زالت عند موقفها بحماية أمن الاحتلال، خاصة بعد معركة سيف القدس والعمليات الفدائية بالأشهر الأخيرة.

ويشير إلى أن الإدارة الأمريكية تعمل حاليا على زرع الكيان داخل المنطقة العربية وخاصة في منطقة الخليج، موضحًا أن زيارة بايدن للسعودية جزء منها هو لترسيخ مبدأ التطبيع مع الاحتلال والذي بدأ بفتح المجال الجوي السعودي للطيران الإسرائيلي.

ويؤكد الصواف أن "المواقف الأمريكية معلومة، والمفترض من الجانب الفلسطيني أن يواصل مقاومته للاحتلال ولكل المشاريع التصفوية التي تسعى الإدارة الأمريكية لفرضها على الفلسطينيين".

وتطرق المحلل السياسي لإطلاق صاروخين من قطاع غزة على مدينة عسقلان المحتلة الليلة الماضية، معتبرًا أن "هذا رسالة للاحتلال بأن المقاومة مستمرة وأن هذا الإعلان لن يحقق الأمن له".

ويشدد على أهمية التحالف السياسي الذي يدعو له هنية من أجل مواجهة مخططات تصفية القضية الفلسطينية، ومحاولات زرع الاحتلال في المنطقة.

ويضيف الصواف أن "ما تقوم به حركة حماس من تعزيز علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية في المنطقة يأتي في سياق مراكمة أساليب مواجهة مشاريع تصفية القضية".

المقاومة الخيار الأنجع

من جهته، يقول المحلل السياسي حسن عبدو: إن القضية الفلسطينية لم تكن على أجندة زيارة بايدن، بل تناولها من بعدها الإنساني عن طريق تقديم الدعم للمستشفيات وتقدم مساعدات مالية.

ويضيف عبدو لـ"صفا" أن هذا التهميش جاء أيضا في قمة جدة المقررة انعقادها اليوم، وتضم الولايات المتحدة والأردن ومصر والعراق ودول مجلس التعاون الخليجي إضافة للحديث عن حضور إسرائيلي فيها، دون حضور أي طرف فلسطيني.

ويؤكد أن التهميش للقضية الفلسطينية لا يمكن مواجهته إلى من خلال المقاومة ضد الاحتلال.

ويشير عبدو إلى أن الإعلان الأمريكي - الإسرائيلي تحدث عن تشكيل هيكل جديد في المنطقة تكون "إسرائيل" جزء منه وهذا يعتبر عدوانًا على كل الهياكل السياسية الموجودة في المنطقة، كمجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي.

وحول دعوة هنية لتشكيل تحالف ضد التطبيع، يعتبر المحلل السياسي أن التحالف الإقليمي موجود، ودعوة رئيس حركة حماس تهدف لتعزيز ما هو قائم بما يسمى في المنطقة بـ"حلف القدس".

ويرى عبدو أن هذا الحلف في معظمه لا يضم دولًا إنما يتشكل من قوى المقاومة التي تقاوم الاحتلال وترفض هيمنته، مؤكدًا أن انضمام دول له هو أمر في غاية الأهمية.