يا ليتنا فقمات وبطاريق حتى نحظى باهتمام حكومة الخصاونة يا وزير التخطيط !

 



كتب المحرر الاقتصادي  -  واضح ان حكومة بشر الخصاونة  تتقن مخاطبة العالم باللغة التي يفهمون ، وكذلك تقدم نفسها جيدا في المحافل الدولية ، ولكن طبعا دون ان يكون لذلك انعكاسات على واقعنا الاقتصادي الصعب الذي فشلت باحداث اية ازاحة ايجابية فيه .

وزير التخطيط والتعاون الدولي ناصر الشريدة قدم مرافعة  في نيويورك  عن تحقيق الاردن لستة اهداف من اهداف التنمية المستدامة ،هذه الاهداف الستة لا نعرف كيف يمكن ان يعتبرها المؤتمرون في نيويورك  انجازات ونحن ندخل مئويتنا الثانية .. كيف يمكن اعتبار القضاء على الجوع والتعليم الجيد والمياه النظيفة اهدافا تم تحقيقها ، وهي مسائل تم تأمينها في الاردن  في سبعينات القرن المنصرم !! هل سنعود بالعالم بالذاكرة الى حقبة البناء التي نجح بها الاردنيون في تحقيق هذه الاهداف التي بدونها لا يمكن ان نصف باننا نملك اية مقومات على الاطلاق !!  صحيح ان الحكومات المتعاقبة منذ عشرين عاما لم تحرز هدفا واحدا من اهداف التنمية المستدامة ، ولكن هذا لا يعني ابدا ان ترتكز هذه الحكومة على هذه البدهيات للقول باننا حققنا بعضا من اهداف التنمية المستدامة !! 

كيف نتحدث عن تنمية مستدامة وتكاد محافظات المملكة بغالبيتها العظمة لا تملك مشروعا استثماريا استراتيجيا واحدا يشغل طوابير العاطلين عن العمل فيها ، كيف نتحدث عن تنمية وكل مقدرات الوطن قد بيعت وباتت تخدم مستثمرين اجانب وتعود عليهم بارباح سنوية  تقدر بمئات الملايين ؟!! 

كيف نتحدث عن تنمية مستدامة و قد تآكلت البنى التحية في العاصمة وكافة محافظات المملكة ، وتراجع مستوى الخدمات الصحية والتعليمية والجامعية الى مستويات غير مقبولة على الاطلاق . نحن لم نحافظ على ما انجز حتى نتحدث عن منجزات جديدة لا نسمع عنها الا في تصريحات المسؤولين الذين يمارسون الديماغوجيا والتضليل والاستعراض الممجوج  .. 

ثم كيف يمكن ونحن دولة من دول العالم الثالث  التي تعاني من العجز والمديونية والفقر والبطالة ، ان نعتبر الحياة تحت البحر منجزا ، وهدفا من اهداف التنمية المستدامة في بلد لا يكاد فيه المرء ان يجد قوت يومه ؟!! افيدونا بربكم ، كيف يستوي هذا الامر ،  شعب يرزح تحت وطأة الفقر والفاقة ، وحكومات تتحدث عن الحياة تحت الماء ؟!! يا ليتنا من الكائنات البحرية - سمك او فقمات  او بطريق - لنكون محط اهتمام الحكومة ووزير تخطيطها .. 

الانتاج يا وزير تخطيطنا في حدوده الدنيا ، وسُبل العيش الكريم باتت حلما غير قابل للتحقق، والابتكار ، عذرا ، اين هو هذا الابتكار ، هل نحن مبتكرون حقا ؟ ، والامن الغذائي الذي بات هدفا تحولون ،بقصدية غير مفهومة ،دون تحققه من خلال حربكم المفتوحة على القطاعات الزراعية والتجارية والصناعية ، هذه الحرب التي تتسبب فيها  تشريعاتكم وسياساتكم الجبائية و ضرائبكم و رسومكم  بتقوض كل شئ ، كل شئ .. 

الوزير اعتبر تحقيق هذه الاهداف الستة ( القضاء على الجوع ، والتعليم الجيد، والمياه النظيفة، والصناعة والابتكار ، والحياة تحت الماء ) ، بمثابة ثلثي الطريق نحو تحقيق اهداف التنمية المستدامة ٢٠٣٠ ، لا نعرف هل تحقيق ستة اهداف من اصل ١٧ هدفا وضعتها الامم المتحدة للتنمية المستدامة في الاردن ، المبينة في الصوره ادناه ، يعني اننا قد قطعننا ثلثي الطريق ام اننا فعليا لم نبدأ ؟!

تصريحات الشريدة رئيس اللجنة الوطنية العليا للتنمية المستدامة ، انشاء لا يقدم ولا يؤخر ، لا سيما ان رصيد حكومته من الانجازات صفري ، او للدقة بالسالب ..