حول زيارة بايدن للمنطقة ومؤتمر جدة
عنوان الزيارة هو "الحرب على روسيا في أوكرانيا". حيث هدفت هذه الزيارة -بشكل رئيسي- إلى محاولة جر حلفاء الولايات المتحدة إلى جانبها في هذه الحرب، ودعمها بشكل أو بآخر: فالمطلوب من الكيان محاولة ايجاد بدائل للغاز الروسي في أوروبا، فيما المطلوب خليجيًا ضخ المزيد من النفط في الأسواق العالمية لاسقاط ورقة الطاقة من يد روسيا اضافة لتقليص حجم ايراداتها من النفط.
حاول الرئيس الأمريكي استخدام ورقة ايران في مباحثاته مع دول الخليج، ويبدو انها لم تنجح في ظل وجود ارهاصات لتقارب خليجي ايراني كانت إحدى ملامحه اللقاءات الايرانية الاماراتية، التي عقدت مؤخرًا، ولذلك وجدنا مشروع "الناتو العربي" قد فشل قبل أن تبدأ القمة من خلال نفي كافة الدول المشاركة بالقمة مشاركتها بهكذا تحالف.
الحديث الأمريكي حول القضية الفلسطينية لم تأخذه اية جهة على محمل الجد، في ظل قناعة الجميع بان الولايات المتحدة اضعف من ان تفرض حلًا على اي من اطراف الصراع، اضافة الى انشغالاتها التي جعلت من القضية الفلسطينية قضيةليست ذات أولوية بالنسبة لها. كما ان الرئيس بايدن نفسه أشار إلى هذه النقطة تحديدا حين قال ان "رؤية حل الدولتين ليست في متناول اليد"
كان لافتًا التسريبات التي ذكرها وزير الدولة السعودي عادل الجبير والتي ذكر فيها رد الامير محمد بن سلمان على استفسار بايدن حول مقتل الخاشقجي. فقد قام بن سلمان بتذكير الرئيس الأمريكي بفضحية سجن ابو غريب ومقتل الشهيدة شيرين ابو عاقلة. وهو الامر الذي يؤكد حجم تراجع السطوة الأمريكية على المنطقة
ختامًا، ما هو ظاهر من نتائج القمة والزيارة بشكل عام، يكشف أن الولايات المتحدة لم تعد القوة الأوحد في العالم، وأن سطوتها وحضورها لم يعودا كما كانت سابقًا، الا ان اليام القادمة كفيلة بتثبيت هذه القراءة من عدمها.
يبقى الاهم: القضية الفلسطينية لن يتم حلها الا من خلال نهج المقاومة وأي رهان على دور امريكي ليس سوى هروب من تحمل المسؤولية الوطنية والقومية تجاه هذه القضية.