وانت يا أخي أقم الصلاة

 
أعجبني موقف طريف لكنَّ فيه درساً لمن لا يجيد القراءة بين السطور، تقول القصة تأخر خطيب الجمعة ذاتَ مَرَّةٍ، فما كان من أحد المجانين إلا أن صعد المنبر، فأراد بعضهم إنزاله، لكن أحد المسؤولين أمرهم بتركه ليخطب بالناس.، فخطب فيهم وقال

الحمد لله الذي خلقكم من اثنين وقسمكم قسمين، فجعل منكم أغنياء لتشكروا، وجعل منكم فقراء لتصبروا، فلا غنيكم شكر ولا فقيركم صبر، تباً لكم جميعاً وقوموا إلى

صلاتكم أيها المنافقون»!!!

اليوم وبعد تجربتنا لسنوات مع فكرة خطبة الجمعة

الموحدة، والتي قد نختلف او نتفق مع الهدف من وجودها ولكن!!!

وبعد ان تنوعت الهموم واختلفت الاولويات هل ما زالت الخطبة الموحدة ضرورية؟؟؟

وتخدم الصالح العام وتعالج مواطن الخلل وتهذب النفوس ؟؟؟

هل الخطبة التي تصلح لعبدون ودابوق ودير غبار مثلا تصلح لقرى الأردن وبواديه ومخيماته ، فمثلا في عمان الغربية ،حيث رغد العيش فمن الممكن أن تدعوهم الى نصرة الفقراء وتحثهم على الصدقات امتثالا لقول الله تعالى { والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم} ، عندها قد يصل بهم الحماس الى ابواب التراحم والتعاطف والتكاتف، فتجد منهم من يصل رحمه، أو يقري بها ضيفا، أو يحمل بها كلا، أو يعين بها محروما.

بينما في قرى الأردن حيث ضنك العيش والفقر والبطالة بماذا يمكن أن يدعو الأمام سوى قول الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا )

يقال اننا مجتمع اصبح يطيل النقد ولكن هل من المعقول أن تذهب الى المسجد وتجلس تستمع الى الخطيب وهو يدعونا الى حب الوطن والتضحية في سبيله،مع انها من المسلمات.

بينما لم نسمع خطيبا يتحدث عن فاسد نهب البلاد والعباد..

سمعت الشيخ نوح عليه رحمة الله يقول في حديثه عن حب الوطن مال الدولة له من الحرمة ما لغيره فهو ملك لجميع الأمة، له من الحرمة ما لما يملكه آحاد الأمة من ..مالهم، فلا تجوز سرقته، ولا الاحتيال عليه بغير حق شرعي..

في الختام اقول لتجار الأوطان والابدان والدين أن حالنا أصبح كحال اثنين

دار نقاش مطول بينهما، حول نص «على هذه الأرض ما يستحق الحياة» للشاعر محمود درويش، وكان أحدهما يذكر ساخراً معلومةً قرأها على إحدى الصفحات ، تقول إن محمود درويش كتب هذه القصيدة حين كان مقيماً في باريس، فكان يردّد «خذني لباريس وسأكتب هناك أجمل القصائد.. ما دام في باريس فأكيد أنّ على هذه الأرض ما يستحق الحياة..» فردّ الآخر عليه كردنا نحن ابناء العسكر «صحيح أننا لسنا في باريس، ولكن طالما أن هناك شعراء وكتابا وابناء وطن بحجم الأردن يكتبون لنا مثل هذه النصوص..سنكررها ما دام في القلب نبض على هذه الأرض ما يستحق الحياة..