اسرائيل الى الخامسة
خلال أقل من أربع سنوات سوف تشهد إسرائيل انتخابات خامسة بعد التصويت على حل الكنيست للمرة الرابعة.
إن من أسباب الحل في السابق هي عدم القدرة على تشكيل حكومة أغلبية أو حكومة ائتلاف، أما اليوم فإن حل الكنيست جاء بسبب عدم تمكن الحكومة الائتلافية من الاستمرار والصمود لأكثر من عام منذ تشكيلها بسبب الانشقاقات والانسحابات.
هذه الحكومة المتفق على تزعمها مناصفة بين (بينت ولابيد) وُلدت غير مكتملة وينقصها النضوج والتناسق منذ تشكيلها، وكان السؤال الأوحد دائماً متى سوف تسقط هذه الحكومة التي لن تعمر طويلاً، وكان أهم أسباب تشكيلها هو إبعاد بنيامين نتنياهو وحزب الليكود عن الحكومة التي استمر فيها لمدة تجاوزت اثنيْ عشر عاماً، والذي تفرد بالسلطة والقرار خلالها، حتى سلطته تجاوزت المسموح إلى أن وصلت لقاعات المحاكم بعد التحقيق معه بشبهات فساد عدة.
إن أعضاء الكنيست العرب ومن خلال القائمة العربية الموحدة التي يتزعمها منصور عباس ساعدوا بشكل كبير في تشكيل هذه الحكومة من خلال مشاركتهم بها وفي الائتلاف القائم عليها؛ فهم الذين أوصلوها إلى العتبة التي تستطيع من خلالها التشكيل والحصول على الأغلبية البسيطة ،ولكن بالسياق ذاته، كانت هذه المشاركة سبباً مباشراً لسقوط الحكومة لتشدد المعارضة وخاصة اليمين المتطرف داخل الكنيست لمشاركة العرب في الحكومة، مما سرع في إسقاطها بسبب هذه المشاركة.
أدى انخفاض الأغلبية إلى 59 عضواً بعد الانشقاقات إلى أن اتفق الرئيسان على حل الكنيست والدعوى لإجراء انتخابات جديدة.
مسؤولية كبيرة تقع على عرب الداخل لاستغلال هذا التشرذم الحاصل داخل إسرائيل ومحاولة الحصول على أكبر قدر من المقاعد في الانتخابات القادمة، خاصة مع وضوح التهلهل والمعاناة في الداخل الإسرائيلي، وهذا ما بدا واضحاً منذ ما يقارب الأربع سنوات، إذ تحاول إسرائيل اليوم سياسياً المقاومة والظهور بتماسكها، وأعتقد أنه لا يوجد ما يمنع من إجراء انتخابات بعد الخامسة أيضاً، والأيام سوف تؤكد ذلك.